“أخبار ميتر” أول فريق مصرى يفوز بالمركز الثانى فى تحدى الابتكار على مستوى قارة أفريقيا
حماية المجتمع من الشائعات والأخبار المغلوطة، مما يساهم في تطويره ، ويرسم صورة إيجابية لمصر أمام العالم بأنها دولة يمكنها تطبيق مبادئ الشفافية والموضوعية والحوكمة كان حلم هيثم الصاوى ورفاقه، أما سلاحهم لتحقيق هذا الحلم فكان التكنولوجيا الحديثة، من خلال مشروع”أخبار ميتر” الذى فاز مؤخرا بالمركز الثاني على مستوى القارة الإفريقية في تحدي ابتكار الشباب لعام 2020 في مجالي الديمقراطية والحكم الرشيد، والذي نظمته مفوضية الاتحاد الإفريقي.
” أخبار ميتر هو مرصد وأداة تكنولوجية حديثة، لها هدفين مساعدة الصحفيين، وكذلك الجمهور العادى على تمييز الأخطاء التى قد تقع فى الأخبار المقدمة عبر وسائل الإعلام، سواء كنت شائعات، أخبار مغلوطة، مشكلات مهنية أو موضوعية، وكان سبب ظهوره هو البلبلة التى سادت فى المشهد الإعلامى المصري فى فترة من الوقت خصوصا بعد ثورة يناير، وكادت تودى بالمجتمع إلى طريق لا يحمد عقباه”كلمات هيثم مؤسس المشروع.
أحد الأسباب الأخرى التى دفعت هيثم إلى تأسيس المشروع، كان نطاق دراسته الحرة التى أجراها فى مجال السياسات العامة، وجعلته على إطلاع دائم بأهمية مفاهيمة مثل الحوكمة، وربطها بالتكنولوجيا.
فقد تخرج هيثم 34 عاما، من كلية هندسة جامعة القاهرة قسم اتصالات، لم يقف طويلا فى سوق العمل، باحثا عن مهنة تلائم تخصصه، ولكنه توجه إلى باب كلية سياسة واقتصاد، متوغلا فى سلسلة من الدراسات عن السياسات العامة، وعلاقتها بالحوكمة، انتهت برسالة ماجستير فى نفس المجال، عندما انتقل إلى ألمانيا، استمرت دراسته فى مجال السياسات العامة، وانتهت برسالة ماجستيرفى الحكومة الإلكترونية والحوكمة الإلكترونية:”فى أواخرعام 2012 كان خطاب الكراهية فى الإعلام قد وصل إلى نطاق غير مسبوق، وكان المجتمع يغلى، فقررت مع أحد زملائى تصميم أداة لتقييم أداء الرئيس وقتها، وأطلقت عليها مرسى ميتر، وكانت تلك أول الأفكار التى يمكن ربط التكنولوجيا فيها بمفاهيم مجتمعية مثل المسئولية المجتمعية”.
بعد ثورة يوليو 2013، بدأ هيثم فى وضع أساس مشروع “أخبار ميتر” مع أحد زملائه، وكان ظهوره الرسمى فى عام 2016، وهو مرصد يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسى لتقييم الأخبار، من أجل خلق مجتمع قادر على تصحيح مساره بنفسه من خلال إعلاء مبادئ الشفافية والرقابة الذاتية: “بدأنا فكرته من خلال استشارة متخصصين فى مجال الإعلام من الأكاديميين أو العاملين، ووضعنا منهجية متخصصة لتقييم الأخبار التى تظهر فى الصحف، ثم أسسنا موقعها على الأنترنت، وضعنا فيه الأسئلة التى تم الاتفاق عليها وبمجرد ادخال الخبر أو الموضوع الصحفى، يظهر له تقييم رقمى، لا دخل لنا فيه، والموقع يكفل الموقع حق الرد لمحرر الخبر على كافة الأخبار التي يتم تقييمها من قِبَل فريق العمل، مع الإلتزام بنشرها دون أن تحريف أو تعديل”.
يحكى هيثم آلية أخبار ميتر، بأنه بشكل غير مباشر يطبق مفهوم المسئولية المجتمعية أو ما يطلق عليه “الحوكمة”، والتى أدرك أهميتها بالنسبة للدولة من خلال عمله لفترة فى وزارة التخطيط، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء:”الإعلام يعد أحد المؤسسات الاجتماعية ، والرقابة على ما تقدمه، يساعد المواطن فى فهم الأحداث بشكل أدق، وبالتالى فهم دوره فى المجتمع والمساهمة فى تحسينه، فنحن نشجع الصحفيين على الالتزام بالمعايير الدولية فى الكتابة الخبرية، والتى قد يتم إغفالها بسبب الضغوط المهنية وعامل السرعة والسبق الصحفى وذلك يصب فى مصلحة المواطن والمجتمع ككل فى النهاية”.
أما دينا إبراهيم مدير مشروع أخبار ميتر فقالت عن الجائزة: ” فاز مرصد أخبارميتر بالمركز الثاني على مستوى القارة الإفريقية في تحدي ابتكار الشباب لعام 2020 في مجالي الديمقراطية والحكم الرشيد، والذي نظمته مفوضية الاتحاد الإفريقي، وعنوان البرنامج “الديمقراطية والحكم في أفريقيا – تحدي الابتكار للشباب”، وتم اختيار فريق العمل ضمن أفضل مبادرات شبابية على مستوى القارة، وبذلك يصبح مرصد أخبارميتر المبادرة المصرية الوحيدة الفائزة في المسابقة على مستوى شمال إفريقيا”.
وقالت دينا عن فكرة المسابقة: “كانت المرحلة الأولى من المسابقة فى شهر نوفمبر عندما تم اختيار المشروع ضمن 20 متأهلا للتصفيات النهائية لجائزة الابتكار في مجالي الديمقراطية والحكم الرشيد، والبرنامج الذى شاركنا فيه يسعى إلى تحديد الشباب الذين يعملون على الابتكارات الرقمية و غير الرقمية من أجل التعامل الهيكلي للصراعات فى أفريقيا، من خلال معالجة قضايا “عجز الديمقراطية وغياب الحكم الرشيد والعمل على تعزيز ممارسات حقوق الإنسان، كما يهدف البرنامج إلى البحث عن أفكار أو ابتكارات تم تنفيذها أو تم اختبارها بمستوى من النجاح والتأثير ، بما يساهم فى الارتقاء بالمستوى الوطني أو الإقليمي أو القاري”.
وصول المشروع إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات كان بالنسبة لدينا وبقية الفريق بمثابة حلم عزيز يتوج جهودهم المستمرة فى تعزيز مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقالت دينا: “نحن نسلط الضوء على الأخطاء التى تقع فى مجال الإعلام، وهو ما يساهم فى نشر ثقافة الديمقراطية من خلال إعلاء مفهوم المحاسبة عند الجمهور لوسائل الإعلام، فيتم تدريجيا تجنب أى انتهاكات سواء غياب للمصداقية، الشفافية، الموضوعية، انتهاكات حقوق الإنسان متمثلة فى عرض معلومات كاذبة أو خاطئة على سبيل المثال للفنانين أو الشخصيات العامة، مما قد يسبب بلبلة، وبعد الفوز بالمركز الثانى، سفارة مصر فى أديس أبابا، احتفوا بالفوز بشكل جميل، وشعرنا أن جهود فريق العمل كله التى بدأت منذ ما يقرب من 6 سنوات قد بدأت تثمر عن نتيجة”.
تتمنى دينا مع بقية الفريق أن يتم تطوير مشروع أخبار ميتر فى المستقبل، ليكون قادرا على تقييم أداء القنوات التليفزيونية و “السوشيال ميديا”، وتوضيح مصداقية الأخبار التى يتم تناقلها عبرها:”وصلنا هذا العام إلى 7 مليون شخص عبر موقعنا على الإنترنت، وأملنا أن نتطور مستقبلا لكى نكون قادرين على تقييم بقية الوسائل الإعلامية من القنوات التليفزيونية، ووسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى خلق تفكير نقدى عند الجمهور العادى يطور به مجتمعه”.