كتب: حسن عزام
أثرت أزمة وباء فيرس كورونا عالمياً على جميع الإحتياجات والمتعلقات الشخصية، فالقي بظلالة على الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، تمثل الرقائق الإلكترونية حجر الأساس في الصناعات الذكية مثل الهواتف الذكية والسيارات الالكترونية، مما يعني نقص الرقائق بالسوق يؤدي إلى إرتفاع هذه الأجهزة بالسوق وقلتها.
أسباب نقص الرقائق الإلكترونية
كان لوباء كورونا النصيب الأكبر في إختلال ميزان معادلة استخدام الرقائق، فنقصت صناعة السيارات بسبب نقص الطلب وارتفاع طلب الأجهزة الذكية من كومبيوتر وهواتف ذكية أثناء إجراءات الحجر الإحترازية.
كما كان للعقوبات الأمريكية على الشركات الصينية، والتي أثرت على إنتاج الرقائق الإلكترونية، مما قلل قدرتها الإنتاجية.
بالإضافة إلى ما سبق يأتي دور الإحتكار كعامل أساسي في القضية، إذ تشكل ثلاث شركات كبري عالمية الركن الأساسي لإنتاج الرقائق، هم على الترتيب ” سامسونج” الكورية و” إنتل” الأمريكية و ” تي اس ام سي “التيوانية، فعند التأثير على هذه الشركات بالسلب، أو إذا تأثرت هذه الشركات يمثل بشكل كبير التأثير على إنتاج الرقائق الإلكترونية ككل.
أوضح المدير التنفيذي لشركة “انتيل” الأمريكية ” بات جيلسنجر” أن أزمة الرقائق قد تستمر أعوام أخري، موضحاً أن بالرغم من رفع الكمية الإنتاجية إلا أن الطلب يفوق العرض، وهو ما يستلزم وقت كبير للمساوه بين العرض والطلب، جاء هذه التصريح خلال لقائه ببرنامج “60” دقيقة المذاع على قناة “CBC news” الأمريكية.
صرح آخرون أن الفترة القادمة ستشهد إختلال بين الشركات المصنعة للهواتف الذكية، فستكون الشركات التي تمتلك قدره مادية قادرة على شراء الرقائق وعرض هواتفها، بينما ستتوقف الشركات غير القادرة مما يقلل المنافسة.
وأن هذه الأزمة سوف تقلب أسعار الهواتف رأس على عقب، كما ستغير من هيكلة أسعار الهواتف الذكية وفقاً للقدرات المالية المصنعة للهواتف.
كيفية تجاوز الأزمة وتخطيها؟
يأتي حل الازمه الأمر الذي هو غير مستحيل، بسبب أن الرقائق في أصلها غير مرتفعة الثمن، ولا هي صعبة ومعقدة التصنيع، إلا أنها ضرورية جدا لإنتاج الصناعات الذكية.
في السياق ذاته أعلنت شركة” إنتل” أنها على استعداد لاستثمار ملياري دولار، لبناء مصنع لتصنيع الرقائق الإلكترونية بشرط أن يكون داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مساندة لقرار إدارة الرئاسة الأمريكية الجديدة، بدعم الصناعات البحثية والتطوير.
من جانبه صرحت شركة “TSMC” أنها سوف ترفع من القدرة الإنتاجية في مصانعها وتطويرها، وإنفاق أكثر من “100مليار” دولار مقسمة على الأعوام الثلاثة القادمة، لتعويض العجز الحاصل في تصنيع الرقائق الفترة الماضية.