شركات التكنولوجيا تربح وتُسرّح: خبير يوضح سر المفارقة في وادي السيليكون
أرباح ضخمة رغم الأزمات: كيف تواصل شركات التكنولوجيا دعم الأسواق؟
أكد المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة، مثل مايكروسوفت وأبل وأمازون، تواصل دعم مؤشرات البورصة الأمريكية بأرباح ضخمة، رغم التحديات العالمية.
وأوضح الحارثي، خلال لقاء تلفزيوني، أن هذه الأرباح تعتمد بشكل كبير على استثمار تلك الشركات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز قدرتها على تجاوز الخسائر المؤقتة وتحقيق نمو متسارع.
تسريح الموظفين مستمر: لماذا لا تنعكس الأرباح على العاملين؟
على الرغم من الأداء المالي القوي، كشف الحارثي أن الفترة من 2023 إلى منتصف 2025 شهدت تسريح أكثر من 300 ألف موظف من شركات التكنولوجيا الكبرى.
وقال: “الشركات تواجه ضغوطًا من المستثمرين لتحقيق أرباح أعلى.. لذلك تتجه إلى تقليص النفقات من خلال خفض عدد الموظفين.. خاصةً في الوظائف التي يمكن استبدالها بتقنيات الذكاء الاصطناعي”.
التحولات الجيوسياسية تضغط على مستقبل الوظائف التقنية
من جهة أخرى، أشار الحارثي إلى أن التوترات الجيوسياسية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، تلعب دورًا كبيرًا في تغيير خارطة الاستثمار التكنولوجي.
وأوضح أن السباق نحو الهيمنة على الذكاء الاصطناعي يدفع الشركات إلى إعادة هيكلة أعمالها بسرعة.. وهو ما يُنتج تأثيرات مباشرة على سوق العمل.
الوظائف التقليدية مهددة: البرمجة لم تعد آمنة كما كانت
وأشار الحارثي إلى أن العديد من الوظائف التقنية لم تعد كما كانت في السابق. وقال: “حتى تخصصات مثل البرمجة لم تعد في مأمن، لأن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على أداء كثير من المهام التي كانت تتطلب تدخل بشري مباشر”.
بيئة العمل في شركات التكنولوجيا: الاستقرار لم يعد مضمونًا
وأوضح خبير تكنولوجيا المعلومات أن التصور الشائع حول استقرار بيئة العمل داخل شركات التكنولوجيا لا يعكس الواقع بدقة.
>وأضاف: “كثير من الناس يظنون أن العمل في هذه الشركات يعني الأمان الوظيفي، لكن الحقيقة أن هناك تغيّرات سريعة وهيكلية تجعل الاستقرار أمرًا مؤقتًا”.
الاستعداد للمستقبل: تطوير المهارات هو الطريق الوحيد
وختم الحارثي حديثه بالتأكيد على أن العالم يمر بثورة تقنية جديدة. وقال:
“الذين يريدون الحفاظ على وظائفهم أو تحسين فرصهم، عليهم أن يطوّروا مهاراتهم باستمرار. السوق لم يعد يرحم التخصصات الراكدة”.