زمان كانت الجرايم انواعها معروفة وبسيطة والمجرم ممكن يتقبض عليه بسهول..
لكن دلوقتي في زمن العصرالتكنولوجي بدأت تظهر جرايم الكترونية جديدة، المجرم فيها مش جاهل او غبي بل بالعكس بيكون علي درجة عالية جدا من الذكاء والتعليم وبيعرف يخبي اثار جريمته كويس جدا و الغالبية العظمي منهم بيبقوا شباب.
الجرائم الالكترونية ممكن تدمر حياة شخص او اقتصاد دولة او تقضي علي الامن في البلاد و تضر الأمن القومي زي ما شوفنا احداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والفوضى اللي حصلت في البلد و ثورة الربيع العربي اللي انطلقت شرارتها في الوطن العربي من السوشيال ميديا.
الهاكر الي بيخترقوا الحسابات الشخصية
كلنا بنشوف وبنسمع عن الهاكر الي بيخترقوا الحسابات الشخصية وبيطلبوا فدية ولو رفضت بيخلوا حياتك جحيم و اسرارك بتبقي علي الهوا في كل حتة علي النت من صور خاصة، و شات، و اسرار بيتك و شغلك بتبقى علي المشاع لدرجة ان بعض الاشخاص بينتهي بيهم الامر للانتحار او الاكتئاب هربا من الفضائح..
وفي نوع تاني من الهاكر اللي بيخترق حسابات البنوك او مواقع لشركات كبيرة وبيحول فلوس وبينشر اسرار صفقات او يوقف محطات كهرباء ويدمر مؤسسات اقتصادية..
لكن الاخطر من كل دا هي الجرايم الاليكترونية اللي بتمثل خطورة علي الامن القومي واللي انا بسميه “الإرهاب الإلكتروني”.
زمان كان مفهوم “الارهاب” هو التخلص من “الهدف” من خلال القضاء عليه برصاصة او اغتياله زي احداث عديدة حصلت على مر السنين، لكن دلوقتي مفهوم الارهاب اختلف في ظل التطور التكنولوجي لان بقي ممكن تتخلص من شخص من خلال اغتياله معنويا و نفسيا و تشويه صورته امام انصاره و جمهوره من خلال نشر اخبار مفبركة و نشر صور خاصه و اذاعة تسريبات و محادثات خاصه و غيرها من الاساليب الحديثة لدرجة اللي ممكن تمنع تأثيره علي الناس وتخليه يفقد مصداقيته وشعبيته وحب الناس له.
مثل تشويه خصم سياسي، او رجل دين بيحارب الافكار المتطرفة، او فنان، او مسؤول حكومي وغيره من الأمثلة العديدة.
ايجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعى
ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بدأ يظهر لها ايجابيات وسلبيات، ومن سلبياتها اللي ظهرت منذ عدة سنوات هي استخدام الارهابيين والجماعات المتطرفة لهذه المواقع زي الفيسبوك وتليجرام وتويتر ..الخ وغيرها لنشر افكارهم الهدامه المتطرفة ومحاولة تجنيد اولادنا و شبابنا للانضمام لهم، والتواصل مع بعض من خلالها بالرغم من البعد الجغرافي الكبير اللي بينهم، و بيهاجموا اي شخص بيحاول يعترض علي تفكيرهم و يشوهوا صورته و يهددوه حتى لو وصل الأمر الي تصفيته جسديًا..
طبعا ده غير اعتبار المواقع دي وسيلة لنشر تعاليم أساليب التدمير والخراب زي فيديوهات وصور شرح تصنيع المتفجرات وازاي ممكن يستخدموها في تنفيذ عملياتهم.
الغالبية العظمى مننا ممكن مايشوفش الكلام دا و انا منكم لإننا مش مجرمين ولا ارهابيين ولا بندور علي الحاجات دي علي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن في غيرنا بيدور عليها وبيجري وراها لأنها بتشبع رغباته في الانتقام من المجتمع اللي ممكن يكون شايفه كافر و ظالم و جاي عليه وبينفس عن شحنة الغضب اللي جواه و عقده النفسيه..
غير ان المواقع دي بالنسبة للارهابيين فيها مميزات كبيرة علشان يستخدمها لان فيها:
مرونة : يعني ممكن يروج لاي فكر هو عاوزه من اي مكان في العالم وفي اي وقت وممكن اي حد يشوفها..
رخيصة: بوست ببلاش ممكن يروج فيه لافكار ممكن تدمر اجيال بحالها..
امان: بينشر افكاره الهدامة وهو قاعد في اي حته في العالم وبعيد عن البلد الي بيستهدفها..
التنوع: طرق التواصل الاجتماعي بقت كتيرة ما بين شات وفيديو وصور وايميل..
وحدث ولا حرج بقا عن اساليب الجذب اللي في مواقع التواصل اللي ممكن يستقطبوا بيها الناس.
عندك مثلا الاسلوب المبهر والجرافيك والتصميمات الي بينشروا بيها الافكار
والاستعانة بكلمات بعض العلماء والكتاب وممكن رجال الدين كمان بأسلوب محترف يخدم مصالحهم
واستخدام لغة حماسية علشان يجيبوا رجل حضرتك وطبعا صعوبة السيطرة والرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي.
خطورة التكنولوجيا في ايد الجماعات المتطرفة
وعلي سبيل المثال لخطورة التكنولوجيا في ايد الجماعات المتطرفة معظم عمليات تنظيم القاعدة الارهابية كان بيلعب فيها برنامج “جوجل ايرث” اللي بيحدد الاماكن وبيرصدها بدقة شديدة دور كبير جدا في تخطيطهم، كمان مواقع التواصل الاجتماعي اللي كانوا بيوصلوا بيها رسائل بن لادن و أيمن الظواهري وخطاباتهم للعالم كله..
و التيليجرام اللي استخدموه في التواصل بينهم و تنفيذ عملياتهم الارهابية الخسيسة واغتيال شهدائنا ظباط الجيش والشرطة.
.
الموضوع خطير جدا وبقى بيهدد استقرار الدول لدرجة ان مكتب مكافحة الارهاب
التابع للامم المتحدة حظر من خطورته وقال ” ان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قلقانة من تزايد إستخدام الارهابيين لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات واستخدامها للتخطيط وتمويل عملياتها الارهابية
https://www.un.org/counterterrorism/ar/cct/programme-projects/cybersecurity
علشان كده لازم نفهم وندقق كويس اوي في كل محتوي بيتقدملنا علي مواقع التواصل الاجتماعي لانه فعلا احنا بيتقدملنا السم في العسل زي ما كان اهالينا بيقولونا زمان..
الارهاب الاليكترونيى
وفي الكام سنة اللي فاتت تعرضنا لأشكال كتيرة من الارهاب الاليكتروني في مجتمعنا خلانا ننقسم ما بينا، في اللي كان شايف ان الارهابي ده بطل وبيعمل جرايمه لنصره افكاره والدين، وفي اللي كان بيحاربه وبيطالب بمعاقبته والترحم علي شهداء الوطن،
وكل ده كان فرز من المتطرفين علشان يشوفوا مين يصلح ينضم ليهم، ومين ممكن يحاربوه.
موضوع شائك محتاج مقالات عديدة و جلسات طويلة لشرح خطورته و اهميته في ظل ظروف التطور التكنولوجي، لا هنقدر نتكلم عليه في مقاله و لا هنغطيه من جميع جوانبه، حفظ الله اولادنا و الوطن من شر الجماعات المتطرفة و ارهابهم الالكتروني.