الأخبارمقالات الرأي

محـمــد الحــــارثى يكتــــب.. الــثــقـب الأســــود

نعيش الأن فترة من المتغيرات السريعة في الحياة وكذلك التكنولوجيا وما يتطلبه من أعباء مالية لكي نستمر في حياتنا اليومية وسد حاجة متطلبات المعيشة وكثيرا ما نلاحظ ان تلك المتغيرات تتزامن مع متغيرات في الاحساس والشعور بالزمن فمثلا نجد ان البعض ينتقد يوم الثلاثاء ومشاعر خوف من هذا اليوم وان كثيرا من المشكلات والاحداث تحصل بحلول يوم الثلاثاء.

والبعض يتسائل عن لماذا شهر اغسطس لا ينتهي ويوم الجمعة ينتهي سريعاًً ولم نستطيع الاستمتاع به وليلة السبت الحزينة حيث غداً يوم عمل طويل ومرهق كل تلك المشاعر تجاه الزمن وتمر الأيام ونجد انفسنا نشعر ببعض الضيق ويرجع البعض ان ذلك نتيجة الأخبار السلبية والتي نتابعها علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم تعد الخصوصية لها مكان فالهاتف الذكي يحمل من التطبيقات التي ضيقت نطاق الخصوصية بمفهومها الدافيء وهو ان تقضي وقتاً سعيدا وله قيمة مع أقرب الناس اليك مثل أسرتك واولادك اهلك وحتي الاصدقاء.

رسائل واشعارات الواتس اب لا تنتهي بين رسائل عمل في كثير من المجموعات والحسابات التي تجد ان الوقت لا يكفي للرد علي هذا الكم من الرسائل او حتي لا تجد المبرر لعدم الرد عليها وطبعا الرسالة المتكررة انت صاحي ؟
وتصلك تلك الرسائل وانت تقاوم النوم لتقضي وقتاً فيه بعض الخصوصية بعد منتصف الليل وتمر عليك ساعات متأخرة لوحدك تفكر وتتصفح ما يدول علي الانترنت تبحث في صور الأصدقاء وقد تتوقف عند بعض الصور لتتذكر بعض الذكريات أو حتي تسرح في خيال لأحلام قد ترد لك وتستعرض بعض الرسائل القديمة علي الماسنجر من بعض المقربين حيث تقادمت الرسائل لانهم رحلوا وتركوا حياتنا وكانت اخر ما تبقي هي رسائلهم لنا والتي ستظل تسبح في الفضاء الالكتروني حتي اذا فقدنا حساباتنا نهلع ونصرخ لاننا لم نتمكن من حفظ تلك الرسائل والتي هي بمثابة بوابة وجسر من الزمن يربطنا بمن تركوننا.


الزمن اصبح يقاس بما نشعر تجاهه هو مقياس متغير من شخص لاخر حسب ما يدور حولة وكيف يشعر تجاه الاخرين وتجاه نفسه اندماجنا مع التطبيقات التكنولوجيا وكم المعلومات من حولنا والتي نتفاعل معها عبر الانترنت من هاتفنا الصغير لها من القدرة في التغيير في زمن ما فمجرد الشعور بهزة ارضية اصبحت المعلومة تصل للملايين في ثانية واحدة الدقيقة اصبحت اكثر من مجرد ٦٠ ثانية لان الثانية الواحدة اصبحت تحمل الكثير من الأحداث والمشاعر والمتغيرات.

عندما اخترت العنوان لم اعني به النظرية النسبية من قبل ألبرت أينشتاين ولكنها واقع نشعر به الأن ونحن علي الارض ربما لاننا انتقلنا للعيش في العالم الافتراضي وتركنا عالم كنا نشعر بقيمة الوقت وجماله وحتي احزانه وافراحة واصبحنا نسبح بخيالنا وواقعنا بداخل ” الثقب الأسود ” وللحديث بقية.

 محمد الحارثي – استشاري التسويق والإعلام الرقمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى