محمد الحارثي: الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر هو “وكيل الأعمال الذكي”.. لكنه يفتح الباب لمخاطر أمنية عالمية
الحارثي: أنظمة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر تغيّر قواعد البرمجة وتسرّع تطوير البرمجيات
أكد المهندس محمد الحارثي، خبير أمن المعلومات، أن العالم يشهد تحولاً غير مسبوق في تكنولوجيا المعلومات. وقال إن أنظمة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر أصبحت اليوم أداة رئيسية لتسريع تطوير البرمجيات. كما أنها تعزز قدرات المؤسسات التقنية بشكل ملحوظ.
الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر يقود ثورة في تطوير البرمجيات
أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت أداة حيوية للشركات التقنية
أوضح الحارثي أن أبرز ما يميز هذه الأنظمة هو أنها مفتوحة المصدر. وهذا يمنح المطورين مرونة كبيرة أثناء العمل. كما يمكنهم تخصيصها بسهولة لتناسب طبيعة كل مشروع. وأضاف: “لم تعد هذه المنظومات مجرد أدوات تقنية. بل أصبحت وكيل أعمال ذكي يمكن الاعتماد عليه في تنفيذ المهام اليومية بكفاءة”.
شركات البرمجة تدمج الذكاء الاصطناعي لتقليل زمن المشروعات
قال الحارثي: “بدأت العديد من شركات البرمجة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن مراحل تطوير الحلول الرقمية. وقد أسفر ذلك عن نتائج مبهرة. حيث أصبح بالإمكان الآن إنتاج مشاريع تقنية متكاملة في وقت قياسي. وهذا ما لم يكن ممكنًا تحقيقه باستخدام الأساليب التقليدية”.
تشغيل الأنظمة الذكية على أي بيئة معلوماتية دون تعقيدات
أشار إلى أن هذه التقنية تتيح تشغيل النماذج البرمجية على أي بيئة معلوماتية أو بنية تحتية متوفرة لدى الشركات، قائلاً: “يمكن تحميل هذه الأنظمة بسهولة وتشغيلها على الخوادم الخاصة بالشركة، مما يسمح للفرق التقنية ببناء نماذج مخصصة تخدم أهداف العمل بشكل مباشر”.
تحذير من تسرب البيانات عند استخدام الأنظمة مفتوحة المصدر
رغم الفوائد الكبيرة، حذر الحارثي من تحديات أمنية قد تصاحب هذه التقنيات، قائلاً: “بعض هذه النماذج تعتمد على بيانات يتم مشاركتها تلقائياً مع الشركات المطورة، ما يفتح الباب أمام احتمالات تسرب بيانات حساسة أو استغلال معلومات تخص الشركة نفسها”.
وأضاف: “أي نموذج تقوم الشركة ببنائه قد يُعاد استخدامه أو تحليله من قبل الجهة المطورة، ما يشكّل تهديداً محتملاً للملكية الفكرية وسرية البيانات”.
غياب قوانين دولية ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي يزيد المخاطر
أوضح الحارثي أن العالم يعيش سباقاً تكنولوجياً شرساً، خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ما يصعّب التوصل إلى توافق عالمي بشأن تنظيم هذه التقنيات.
وقال: “الاتحاد الأوروبي حاول بالفعل إصدار ميثاق عام يضع أطر أخلاقية لتطوير الذكاء الاصطناعي، لكنه يظل غير كافٍ. لا بد من وجود منظومة تشريعية دولية مرنة يتم تحديثها باستمرار لمواكبة التطورات المتسارعة”.
سرعة الابتكار تفوق قدرة المتخصصين على مواكبة التطور
اختتم المهندس محمد الحارثي تصريحاته بالتحذير من أن سرعة الابتكار التكنولوجي تفوق قدرة الخبراء على المتابعة، قائلاً: “كل يوم يظهر نظام جديد أو تحديث ضخم يصعب حتى على المتخصصين مواكبته. نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي الأمني والتشريعي بالتوازي مع تبني هذه التقنيات، وإلا قد تتحول من فرصة ذهبية إلى تهديد حقيقي”.