معركة الذكاء الاصطناعي: خبير يكشف هل تنجح أوروبا في كسر الهيمنة الأمريكية الرقمية؟

معركة الذكاء الاصطناعي: في خضم التحول الرقمي السريع، يحتدم الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مستقبل تنظيم الذكاء الاصطناعي. تدافع أمريكا عن شركاتها الكبرى، بينما تسعى أوروبا لتحقيق استقلال رقمي حقيقي.

تفاصيل معركة الذكاء الاصطناعي

تضغط الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي للتراجع عن تشريعات صارمة تنظم الذكاء الاصطناعي. تشمل هذه القوانين قواعد للشفافية وحقوق النشر وغرامات تصل إلى 7% من إيرادات الشركات المخالفة.

الصراع يتجاوز الاقتصاد إلى السيادة

قال المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي: “نحن لا نتحدث فقط عن منافسة اقتصادية، بل عن معركة الذكاء الاصطناعي الحقيقية على مفهوم السيادة الرقمية. الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا واضحة لدعم شركاتها، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي فرض نموذج أكثر توازنًا”.

وأضاف: “الاتحاد الأوروبي أقر قانون Zirkals 2024، الذي ينظم تداول البيانات وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا تطور مهم يُكمل قوانين GDPR التي حدّت سابقًا من ممارسات شركات كبرى مثل ميتا”.

الفجوة الاستثمارية كبيرة… ولكن أوروبا تتحرك

تستثمر أمريكا 500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، بينما خصص الاتحاد الأوروبي 1.5 مليار يورو فقط. ورغم الفارق، أوضح الحارثي: “بدأت مؤسسات الاتحاد في ضخ استثمارات واضحة في الابتكار، وتطوير البنية التحتية الرقمية“.

الاستقلال الرقمي ليس مستحيلًا

يرى الحارثي أن أوروبا بدأت بالفعل خطوات عملية نحو السيادة الرقمية، مضيفًا: “أوروبا تمتلك شركات تكنولوجية كبرى قادرة على المنافسة إذا حصلت على الدعم المناسب. هناك إدراك حقيقي بضرورة الابتكار وعدم البقاء كمستهلك للتقنيات الأمريكية”.

هل تستطيع أوروبا الانفراد بالسيادة الرقمية؟

اختتم الحارثي حديثه بالقول: “رغم التحديات، تمتلك أوروبا فرصة حقيقية. خصصت ميزانيات للبحث والتطوير، وتعمل على فتح أسواق جديدة بأسعار تنافسية. التجربة الصينية تثبت أن الاستقلال الرقمي ممكن حين تتوفر الإرادة والاستثمار المناسب”.

 خاتمة: معركة الذكاء الاصطناعي

إن الصراع بين واشنطن وبروكسل يتجاوز اللوائح التقنية، ويمثل سباقًا على من يضع قواعد اللعبة الرقمية في القرن الحادي والعشرين. أوروبا بدأت تتحرك، والسؤال الأهم الآن: هل تنجح في اللحاق بالركب أم تبقى تحت مظلة وادي السيليكون؟