الأخبارريادة الاعمال
آيفون يواجه أزمة تسعير: كيف تؤثر تعريفات ترامب على شركة آبل؟
كتبة : محمود عمار
انتشر مؤخرًا مقطع فيديو صمّمه الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه عمال أمريكيون يصنعون هواتف آيفون بأنفسهم. أثار الفيديو تفاعلًا كبيرًا، خاصةً أنه يجسد رؤية مستقبلية يسعى دونالد ترامب لتحقيقها، حيث يريد أن تُعيد شركة آبل تصنيع أجهزتها داخل أمريكا.
تعريفات جمركية ترفع أسعار آيفون
فرض ترامب تعريفات جمركية على الواردات الصينية، بدأت من 125% ووصلت إلى 145%. وأدرج ضمنها ما يعرف بـ”ضريبة الفنتانيل” على المواد الكيميائية. هذه الرسوم ستؤدي إلى ارتفاع أسعار أجهزة آيفون، لأن مصانع آبل تعتمد على الصين في تجميع نحو 90% من هواتفها.
قدّرت شركة UBS أن سعر iPhone 16 Pro Max سيرتفع من 1199 دولارًا إلى 2150 دولارًا، أي بزيادة تقارب 79%.
سلاسل التوريد المعقدة تعرقل التصنيع المحلي
شرح فريزر جونسون، أستاذ في كلية آيفي الكندية، أن آيفون يحتوي على أكثر من 1000 مكون مصدرها دول متعددة. وتقوم مصانع الشركة بتجميع معظم هذه الأجزاء في الصين.
وأشار دان آيفز، المحلل في Wedbush، إلى أن نقل 10% فقط من إنتاج آيفون إلى أمريكا سيُكلّف الشركة نحو 30 مليار دولار، وسيتطلب ثلاث سنوات على الأقل. وأكد أن تصنيع آيفون بالكامل داخل أمريكا سيرفع سعره إلى أكثر من 3500 دولار.
آبل توسّع إنتاجها في الهند
بدأت آبل بالفعل في تقليل اعتمادها على الصين، وزادت حجم إنتاجها في الهند إلى نحو 10% من إجمالي الأجهزة. لكن الشحنات القادمة من الهند ما تزال غير كافية لتغطية السوق الأمريكية أو تقليل أثر الرسوم الجمركية.
وفي نفس الوقت، حذّر محللون من أن الشركة قد ترفع أسعار آيفون في باقي الأسواق العالمية أيضًا، لتجنب الفروقات السعرية التي قد تؤثر على المبيعات.
خسائر ضخمة في قيمة آبل السوقية
منذ إعلان ترامب عن التعريفات، فقدت آبل أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها السوقية. وعلى الرغم من استعادة بعض خسائرها، لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق من استمرار التأثير السلبي على مبيعات آيفون.
ترامب يدفع باتجاه التصنيع المحلي
أوضح ترامب في خطاب رسمي أن سياساته التجارية تهدف إلى إعادة الوظائف والمصانع إلى أمريكا. وأكد أن فرض الرسوم سيوفر ملايين فرص العمل للأمريكيين.
لكن الواقع الصناعي يكشف صعوبات ضخمة. فالشركات الأمريكية مثل آبل نقلت التصنيع إلى آسيا منذ عقود. وركّزت على تطوير البرمجيات والتصميم محليًا، بينما تركت التصنيع لدول مثل الصين وكوريا الجنوبية وتايوان. هذا النظام ساعد آبل على تحقيق أرباح ضخمة وتحقيق مكانة عالمية.
استثمارات أمريكية لتجاوز الأزمة
استجابةً لهذه الضغوط، أعلنت آبل عن استثمار بقيمة 500 مليار دولار داخل أمريكا خلال السنوات الأربع المقبلة. وتهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى توسيع إنتاجها المحلي وتخفيف أثر الرسوم الجمركية المرتفعة.