المهندس يوسف الدالي يكتب : الوعي التكنولوجي مسؤولية فردية ومؤسسية لحماية المجتمع الرقمي
في ظل التطور السريع وانتشار أجهزة وخدمات الإنترنت، أصبحت الحاجة ملحة لتأمين البيانات الشخصية والمؤسسية من الهجمات الإلكترونية، خاصة مع غياب البيانات التاريخية الدقيقة عن الحوادث الإلكترونية غير التقليدية، مثل اختراق أنظمة القيادة الذاتية للسيارات أو التلاعب بالأجهزة الطبية.
لهذا بات الأمن السيبراني هو الدرع الأول لحماية الأفراد والمؤسسات، من خلال تقنيات مثل جدران الحماية وكشف التسلل وتشفير البيانات من طرف إلى طرف، مما يقلل من احتمالية سرقة المعلومات أو التلاعب بها.
الوعي السيبراني.. أول خطوة للحماية
بناء بيئة رقمية آمنة يبدأ من نشر ثقافة الوعي بمخاطر الأمن السيبراني، عبر تثقيف المستخدمين وتعزيز فهمهم للتهديدات مثل التصيّد الاحتيالي والبرمجيات الخبيثة.
كما أن تنظيم ورش عمل وتوفير موارد تعليمية يشجع الأفراد على تبني ممارسات وقائية والإبلاغ عن الحوادث بدون خوف، مما يعزز الثقة بين الأفراد والمؤسسات. فالدعم المؤسسي والتدريب المستمر هما أساس متين لحماية البيانات في العصر الرقمي.
أشهر التهديدات.. وتحذيرات مهمة
مواقع تحويل الملفات وتعديل الصور قد تُزرع فيها برمجيات تجسس.
مواقع الذكاء الاصطناعي تجمع الصور وتستغلها في بناء قواعد بيانات ضخمة بدون إذن المستخدم.
الهجمات التي تستغل ثغرات Google مثال حي على تطور طرق الاحتيال.
رسائل الجوائز وروابط البريد العشوائي تصيّد ملايين الضحايا يوميًا.
الدفع الالكتروني دون تحقق آمن يعرض الحسابات للخطر.
انتحال صفة موظفين رسميين أو مقدمي خدمات خدعة متكررة.
الذكاء الاصطناعي.. قوة بحاجة إلى ضوابط
رغم المزايا الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن الفجوة بين تطوره السريع وبطء الأطر القانونية يشكل تهديدًا حقيقيًا للخصوصية. فلا بد من تسريع وتيرة التشريع لحماية البيانات وضمان حق الأفراد في التحكم بمعلوماتهم.
الأمن مسؤولية جماعية
إن الأمن السيبراني لم يعد رفاهية بل ضرورة. من خلال رفع الوعي وتعزيز ثقافة الحماية الرقمية، يمكننا خلق مجتمع رقمي آمن ومتطور، تحميه القوانين، وتدعمه المؤسسات، ويشارك أفراده بوعي ومسؤولية.