تعرف على توصيات قمة باريس للذكاء الاصطناعي بعد رفض أَمريكا والمملكة المتحدة التوقيع على الإعلان الختامي
نائب الرئيس الأمريكي: نعارض فرض قيود على الشركات التكنولوجية الكبرى
قمة باريس للذكاء الاصطناعي: استضافت العاصمة الفرنسية باريس قمة “العمل من أجل الذكاء الاصطناعي” يومي 10 و11 فبراير 2025، بمشاركة قادة العالم، وخبراء التكنولوجيا، ورواد الأعمال، وممثلي المنظمات الدولية. وركزت القمة على تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على ضرورة أن تكون التقنيات الجديدة مفتوحة المصدر وأخلاقية. ويهدف ذلك إلى ضمان تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الرقمية عالميًا.
أهداف قمة باريس للذكاء الاصطناعي
سعت القمة إلى وضع أطر تنظيمية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مسؤولة، قائمة على الشفافية، والعدالة، والأمان. كما شدد المشاركون على أهمية تطوير تقنيات تعتمد على مبادئ أخلاقية واضحة، تُستخدم لخدمة البشرية دون تهديد للوظائف أو الخصوصية أو الأمن القومي.
أبرز توصيات قمة باريس للذكاء الاصطناعي:
- تعزيز الشفافية في تطوير الذكاء الاصطناعي: ينبغي أن تكون الخوارزميات مفتوحة المصدر، مما يتيح للباحثين مراجعتها وضمان عدم انحيازها أو استغلالها بطرق غير أخلاقية.
- وضع معايير أخلاقية واضحة: ضرورة تطوير إطار قانوني ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والأمن.
- تشجيع الابتكار مع احترام حقوق الأفراد: دعم التقنيات الحديثة دون المساس بالخصوصية أو التأثير على الحقوق الأساسية للإنسان.
- تحقيق المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا: تقليص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية لضمان استفادة الجميع من الابتكارات الحديثة.
-
قمة باريس للذكاء الاصطناعي
استثمارات جديدة في الذكاء الاصطناعي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن استثمار بقيمة 200 مليار يورو لتعزيز الابتكار الأوروبي في هذا القطاع. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيموّل مشاريع الذكاء الاصطناعي المفتوحة، مما يسمح للعلماء والشركات الناشئة بالاستفادة من هذه التقنيات دون احتكارها من قبل الشركات الكبرى.
إنشاء مصنع ضخم للذكاء الاصطناعي
اقترحت فون دير لاين إنشاء “مصنع ضخم” للذكاء الاصطناعي، يشبه مركز سيرن للأبحاث، ليكون بمثابة مختبر عالمي مفتوح. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز التعاون بين العلماء والمطورين من مختلف أنحاء العالم.
مواقف الدول: تباين في وجهات النظر
على الرغم من التوافق العام حول أهمية تطوير ذكاء اصطناعي مفتوح وأخلاقي، فإن بعض الدول رفضت التوصيات الختامية للقمة.
- موقف الولايات المتحدة: رفضت التوقيع على الإعلان الختامي، حيث أكد نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أن بلاده تعارض فرض قيود على الشركات التكنولوجية الكبرى، مفضّلة نهجًا أكثر تحررًا يشجع الابتكار.
- موقف المملكة المتحدة: أعربت بريطانيا عن مخاوفها بشأن أمن البيانات الوطنية، معتبرة أن بعض التوصيات قد تشكل خطرًا على أمنها القومي. ومع ذلك، أكدت التزامها بمواصلة الحوار حول تنظيم الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تأثير القمة على مستقبل الذكاء الاصطناعي
أكدت قمة باريس أهمية تطوير ذكاء اصطناعي يخدم البشرية دون الإضرار بالحقوق الأساسية للأفراد. ومن المتوقع أن تسهم الاستثمارات الجديدة والتوصيات الصادرة عن القمة في تشكيل مستقبل هذه التقنية، مع تحقيق توازن بين الابتكار والأمان والعدالة الرقمية.
- في أوروبا: تتبنى القارة نهجًا صارمًا لضمان الشفافية والأخلاقيات.
- في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة: تستمر هذه الدول في اتباع سياسات أكثر مرونة، تركز على دعم الابتكار دون قيود صارمة.
ورغم الاختلافات في النهج، فإن هذه القمة تمثل خطوة مهمة نحو تنظيم الذكاء الاصطناعي عالميًا، وضمان استخدامه لصالح الجميع.
تنظيم الذكاء الاصطناعي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية في العصر الحديث، مما يجعله تحديًا عالميًا يتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا. دعت قمة باريس إلى تطوير تقنيات أكثر شفافية، وأخلاقية، وقابلة للمشاركة، مما يعزز الابتكار العادل ويقلل المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا.
ومع استمرار المناقشات حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين الابتكار والحماية، لضمان مستقبل رقمي أكثر إنصافًا وأمانًا للجميع.