قمة باريس للذكاء الاصطناعي: مشاركة مصر الفعالة والاعلان عن استثمار 200 مليار يورو في استثمارات قطاع الذكاء الاصطناعي
وزير الاتصالات المصري يستعرض رؤية مصر في صياغة سياسات دولية فعالة منها طوير البنية التحتية الرقمية وبناء القدرات البشرية
قمة باريس للذكاء الاصطناعي: استضافت العاصمة الفرنسية باريس قمة “العمل من أجل الذكاء الاصطناعي” يومي 10 و11 فبراير 2025، حيث اجتمع قادة الدول والحكومات، ورواد قطاع التكنولوجيا، وممثلو المنظمات الدولية. وركّزت القمة، بشكل أساسي، على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق أخلاقية ومستدامة. بالإضافة إلى ذلك، شددت على أهمية الحوكمة الدولية لهذه التقنية المتسارعة التطور.
قمة باريس للذكاء الاصطناعي
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال القمة عن خطة استثمارية بقيمة 200 مليار يورو لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي. وقد خصص الاتحاد الأوروبي 50 مليار يورو من الأموال العامة، بينما ضخ القطاع الخاص 150 مليار يورو لتمويل المبادرات التكنولوجية.
وفي هذا السياق، أكدت فون دير لاين ضرورة تعزيز الريادة الأوروبية في هذا المجال. لذلك، دعت إلى إنشاء “مصنع ضخم” للذكاء الاصطناعي، يشبه مركز سيرن للأبحاث، بهدف دعم التعاون بين أبرز العقول التكنولوجية. كما شددت على أن توفير أجهزة الحوسبة الفائقة للباحثين والشركات الناشئة سيعزز الابتكار ويدفع عجلة التقدم التكنولوجي.
موقف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة
على الرغم من توافق العديد من الدول على أهمية الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، رفضت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التوقيع على الإعلان الختامي للقمة.
وفي هذا الإطار، أوضح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أن الإدارة الأمريكية ترفض فرض تنظيمات صارمة على شركات التكنولوجيا، مفضّلة نهج “أمريكا أولًا” في الابتكار. من ناحية أخرى، أبدى المسؤولون البريطانيون التزامهم بضمان سلامة الذكاء الاصطناعي، إلا أنهم انتقدوا الإعلان الختامي بسبب غموضه في ما يتعلق بالحوكمة العالمية، إلى جانب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
مشاركة مصر الفعالة في قمة باريس للذكاء الاصطناعي
شهدت القمة حضورًا بارزًا لمصر، حيث مثّلها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي. وشارك الوزير في الاجتماع الوزاري التنسيقي لأعضاء الشراكة الدولية للذكاء الاصطناعي، مؤكدًا التزام مصر بالمساهمة في صياغة سياسات دولية فعالة في هذا المجال.
وخلال كلمته، استعرض الوزير رؤية مصر التي تقوم على عدة محاور رئيسية، من بينها:
- تعزيز الحوكمة لضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
- تطوير البنية التحتية الرقمية لتسهيل الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.
- بناء القدرات البشرية من خلال التدريب والتعليم المستمر.
- تشجيع البحث والتطوير لتعزيز الابتكار والإبداع.
- تعزيز التعاون الدولي عبر تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة.
استراتيجية مصر للتحول الرقمي
في إطار جهودها للتحول الرقمي، تواصل مصر تنفيذ استراتيجية شاملة تهدف إلى توظيف التكنولوجيا في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والصناعة، والزراعة. علاوة على ذلك، تركز الحكومة على بناء مجتمع رقمي متكامل يعتمد على الابتكار ويدعم التنمية المستدامة.
إلى جانب ذلك، تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية الرقمية، كما تسعى إلى تأهيل كوادر بشرية قادرة على قيادة الثورة التكنولوجية. ونتيجة لهذه الجهود، تزداد قدرة مصر على مواكبة التطورات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانتها في هذا القطاع.
أهمية القمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي
بلا شك، شكلت قمة باريس منصة عالمية مهمة لتبادل الرؤى والخبرات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي. ومن خلال مشاركتها الفعالة، تؤكد مصر التزامها بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومستدامة. وبالتالي، تسهم في صياغة مستقبل أفضل لهذه التقنية على المستوى العالمي.
تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا
بشكل عام، ساهمت قمة باريس في دفع الجهود العالمية نحو تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان توظيفه بطرق أخلاقية تخدم الإنسانية. وبينما تستثمر أوروبا لتعزيز ريادتها التكنولوجية، وتتمسك الولايات المتحدة وبريطانيا برؤيتهما الخاصة، تواصل مصر تعزيز حضورها في هذا المجال. وبهذه الجهود، تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، مما يضعها في موقع متقدم على خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية.