كتب: حسن عزام
مع عزم الشركة العالمية”واتساب” تغيير سياسة الخدمة إلي الشركة الأم فيسبوك، بدأ نزوح جماعي إلى منصات المراسلة الأخرى، الأمر الذي جعل الشركة بالحاجة إلى عرض إعلانات كاملة، الأمر الذي أدى إلي تأجيل هذه الخطوة ل”ثلاث” شهور قادمة، في تلك الأثناء التي جعلت واتسآب تشتغل بإصلاح الخلل الذي حدث، استفادت تطبيقات أخري مثل تليجرام، الذي حصل على “25مليون ” عملية تثبيت في فترة لا تزيد عن”ثلاث” أيام.
هنا نوضّح لكم قدرات التطبيقات الأخري مثل تليجرام أو سيجنال في الحافظ على خصوصية المستخدمين، لتقرر بالنهاية من هو التطبيق الذي يُستحق استخدامه.
في البداية، يُعدّ التشفير “E2EE” أحد الخاصيات الموجودة في “واتساب”، والذي يمنع كلٍ من واتساب وفيسبوك أو أي طرف من الكشف على محادثاتك، أما مع تيليجرام، فلا يكون هذا التشفير افتراضيًا، حيث للاستفادة منه يلزمك الإنتقال إلى خاصية الدردشات السرية، علل مطوري تيليجرام ذلك بأنه دون المحادثات السرية سيكون النسخ الإحتياطي اسرع مع الإستفادة من بعض ميزات الاتصال والمشاركة التي لن تكون ممكنة في المحادثات السرية القادمة بتشفير “E2EE”.
بالإضافة إلي ذلك أوضحت تيليجرام مؤخرًا عن نماذج إيرادات خاصة بها، والذي يحمل تقديم إعلانات إلى القنوات الكبيرة، موضحتا الشركة بأن هذه الإعلانات ستكون سهلة الإستخدام ولا تطتفل على الخصوصية،وبذلك من الصعب الوثوق بهذه الأمور بعد أن رأينا العديد من الشركات تتراجع عن وعودهم، كما يمكن مع هذه الخطط الجديدة فتح الباب للمزيد من الإعلانات.
من جانبه، يوجد تطبيق “سيجنال”، والذي دعا إلى تحميله “إدوارد سنودن” العميل السابق للمخابرات الأمريكية، ومؤخرًا، أغنى رجل في العالم “إيلون ماسك” بالإضافة إلي مؤسس تويتر “جاك دورسي” إلى استخدام “سيجنال” “Signal” الذي يُركّز تمامًا على خصوصية المستخدمين، كذلك لأنه يحمل كود مفتوح المصدر، وأن مفتاح التشفير “E2EE” ممكن افتراضيًا.
والجدير بالذكر، أن بروتوكول التشفير الذي يستخدمه تطبيق “واتساب”، قد تم تطويره بواسطة فريق عمل “سيجنال”، بالإضافة إلى ذلك أن القائمين عليه منظمة غير ربحية يواصلون عمليات الدعم من ألاعانات وليس من بيع بيانات المستخدمين.
كما لا يجمع سيجنال الكثير من بيانات المستخدمين كما يفعل واتساب، ولا يعمل التطبيق على تسجيل عنوان الآي بي الخاص بك، حتى أن أقل البيانات الوصفية يتم تشفيرها وإخفائها، لذا يمكننا القول من الاستحالة قطع الاتصال معه.
حتي نكون من كلّ التطبيقات على مسافة متساوية، لطالما أقنع صانعو تيليجرام قوتهم حول خصوصية المستخدمين وحماية بيناتهم، حتى أنهم رفضوا دخول مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما أراد على ما يبدو دخولًا إلى تيليجرام ، إلى جانب عدم وجود ادلة تثبت في أي وقت من الأوقات أن الشركة تسرق بيانات مستخدميها، وهي تعلنها بوضوح أنها لا تنوي ذلك أيضًا، مما يُضيف عنصر الثقة لتيليجرام أنها ليست مملوكة لفيسبوك والتي تشتهر بأخلاقيات مشكوكة فيها.
في الوقت نفسه، يعمل لنا تيليجرام مجموعة قوية من ميزات المجتمع التي لا يمكن حتى لتطبيق واتساب مطابقتها في كثير من الحالات، بالإضافة أنها تعمل جاهدةً اللحاق بالركب وتستعد لتقديم المزيد من الميزات المطلوبة.
ومع هذا النزوح الجماعي على ترك واتساب، فإن الأخير والذي يضم أكثر من ملياري مستخدم لن يقع بسهولة، وهذا ما أشار عليه الشريك المؤسس لشركة سيجنال وواتساب “براين أكتون”.
لذا من المرجح أن يقوم الأشخاص بتوزيع اتصالاتهم عبر تطبيقين أو أكثر ربما تليجرام أو سيجنال بالتزامن مع واتساب، أما بالنسبة لأولئك الذين يحذّرون من قدرة التطبيق على قراءة الرسائل، فإن سيجنال وحتى واتساب ستكون خيارات أفضل من تيليجرام، ولكن إذا كنت ترغب فقط في الابتعاد عن براثن فيسبوك، فإن كلٍ من سيجنال وتيليجرام يُقدّمان كل ما تحتاجه في مجال المراسلات.