أمن المعلوماتالأخبار

رئيس إنستجرام يحسم الجدل.. حقيقة التنصت على ميكروفونات الهواتف

أثار الجدل حول مسألة تنصت إنستجرام على ميكروفونات الهواتف جدلاً واسعاً بين المستخدمين خلال السنوات الماضية، حيث يربط كثيرون بين أحاديثهم اليومية وظهور إعلانات مرتبطة مباشرة بما يتحدثون عنه. وفي هذا السياق، خرج آدم موسري، رئيس إنستجرام، في رسالة جديدة ليؤكد بشكل قاطع أن التطبيق لا يستخدم الميكروفونات لأغراض استهداف الإعلانات.

وأوضح موسري في مقطع فيديو أن هذه الادعاءات ما هي إلا “خرافة”، مشيراً إلى أن تشغيل الميكروفون بشكل دائم كان سيؤدي إلى ملاحظات واضحة مثل استهلاك غير طبيعي لعمر البطارية أو ظهور مؤشرات على الشاشة، وهو ما لا يحدث في الواقع.

 

شائعة قديمة تتجدد

قضية التنصت ليست جديدة، فقد سبق لموسري أن نفى هذه المزاعم في مقابلات سابقة منذ عام 2019.. إلا أن الموضوع عاد إلى الواجهة مجدداً مع تزايد الشكاوى من مستخدمين يعتقدون أن التطبيق “يعرف” ما يتحدثون عنه في جلساتهم الخاصة. ويرى خبراء أن هذا الاعتقاد نابع من التطور الكبير في خوارزميات استهداف الإعلانات التي تعتمد على بيانات البحث.. التفاعلات، الاهتمامات، والمواقع الجغرافية أكثر من اعتمادها على الصوت المباشر.

 

كيف يعمل استهداف الإعلانات؟

يؤكد متخصصون في مجال التقنية أن شركات مثل إنستجرام وفيسبوك تبني ملفات تعريف دقيقة عن كل مستخدم استناداً إلى نشاطه داخل المنصة وخارجها. يتم جمع إشارات من الصفحات التي يتفاعل معها الشخص، الفيديوهات التي يشاهدها، الحسابات التي يتابعها.. وحتى المواقع التي يزورها عبر متصفح الإنترنت.

وبالتالي، يمكن أن تظهر إعلانات مرتبطة بأفكار ناقشها المستخدم حديثاً لا بسبب التنصت.. بل لأن سلوكياته الرقمية تشير إلى اهتمامه بتلك الموضوعات.

 

مخاوف الخصوصية مستمرة

رغم التوضيحات الرسمية، ما زال كثير من المستخدمين يشككون في الرواية الرسمية. ويرى البعض أن وجود تطبيقات بقدرة تقنية عالية مثل إنستجرام وفيسبوك، تحت مظلة شركة ميتا، يجعل فكرة استغلال الميكروفونات واردة على الأقل من الناحية النظرية. إلا أن الشركة تصر على أن سياساتها تضمن عدم جمع البيانات الصوتية أو استخدامها للإعلانات.

 

هل يصدق المستخدمون؟

السؤال الأبرز الآن: هل ستكفي هذه التصريحات لإنهاء الجدل؟ أم أن الشكوك ستبقى قائمة مع كل إعلان يظهر للمستخدم ويبدو وكأنه جاء من قلب أحاديثه اليومية؟ الواقع يشير إلى أن معركة الثقة بين المنصات الرقمية والمستخدمين ما زالت مفتوحة، وأن أي خطوة لتعزيز الشفافية ستكون ضرورية في المرحلة المقبلة.

 

مستقبل العلاقة بين إنستجرام والمستخدمين

مع تزايد المنافسة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، أصبح عنصر الخصوصية أحد أهم معايير ثقة الجمهور. وفي ظل إنكار رئيس إنستجرام المتكرر لفكرة التنصت على ميكروفونات الهواتف.. يبقى التحدي الحقيقي أمام الشركة هو تقديم مزيد من الشفافية حول كيفية عمل خوارزميات الإعلانات. كما أن إطلاق أدوات تسمح للمستخدم بالتحكم في البيانات التي تتم مشاركتها قد يكون خطوة ضرورية لتعزيز المصداقية.. خاصة في وقت تتزايد فيه المطالبات بتشريعات أكثر صرامة لحماية البيانات الشخصية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى