حرب الذكاء الاصطناعي أكد الدكتور المهندس إسلام ثروت حنا، الأستاذ المساعد في هندسة وعلوم الحاسب بجامعة النيل الأهلية، أن العالم يشهد تحولًا جذريًا مع ظهور جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر، يختلف تمامًا عن الحواسيب التقليدية التي تم استخدامها خلال العقود الثلاثة الماضية. يتمثل هذا التطور في الذكاء الاصطناعي، وهو تقنية لا تعتمد على البرمجة التقليدية، بل تمتلك القدرة على التعلم الذاتي واكتساب المعرفة، مما يشكل قفزة نوعية في عالم التكنولوجيا.
كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي؟
خلال استضافته في برنامج “وطن رقمي“، أوضح الدكتور إسلام ثروت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم بطريقة مشابهة لتعلم الإنسان، حيث تحتاج إلى فترة تدريب مكثفة لاكتساب المهارات المطلوبة. وتعتمد هذه الأنظمة على كميات هائلة من البيانات والخبرات السابقة لتطوير قدراتها وتحسين أدائها.
وأشار إلى أن التطور السريع في هذا المجال، على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، استلزم توفير بيانات ضخمة وتمارين متقدمة لكي تتمكن هذه الأنظمة من تحليل المعلومات واتخاذ قرارات دقيقة. كما أوضح أن تشغيل الذكاء الاصطناعي يتطلب حواسيب فائقة القدرة لمعالجة العمليات الحسابية المعقدة التي يعتمد عليها.
استراتيجية الصين في تطوير الذكاء الاصطناعي
أوضح الدكتور إسلام ثروت أن الصين تبنّت نهجًا متطورًا في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، يختلف عن النهج التقليدي القائم على جمع كميات هائلة من البيانات. بدلاً من ذلك، ركزت الصين على تحسين جودة التعلم، بحيث تتمكن الأنظمة من استيعاب المفاهيم من عدد محدود من الأمثلة لا يتجاوز خمسة أو ستة، ما يجعلها أكثر كفاءة وأسرع في التطور.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس رؤية الصين في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا، قادرة على التعلم بفعالية دون الحاجة إلى معالجة كمّ هائل من البيانات، وهو ما يسرّع من عملية تطوير الذكاء الاصطناعي ويجعلها أكثر كفاءة.
التحديات في تطوير الذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور إسلام ثروت أن عملية تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حد كبير تدريب الإنسان في مجالات متخصصة مثل الرياضيات أو العلوم. وأوضح أن التحدي الأكبر في هذا المجال لا يتمثل فقط في توفير البيانات، وإنما في كيفية تدريب هذه الأنظمة وتعليمها بطرق أكثر كفاءة.
حرب الذكاء الاصطناعي
وأشار إلى أن الباحثين في جميع أنحاء العالم يعملون على ابتكار أساليب جديدة لتحسين كفاءة الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تطوير أنظمة أكثر ذكاءً وقدرة على اتخاذ قرارات دقيقة اعتمادًا على تجاربها السابقة.
الشركات الناشئة في الصين تقود الابتكار العالمي
تحدث الدكتور إسلام ثروت عن سرعة الابتكار في الصين، مشيرًا إلى أن الشركات الناشئة هناك تتمتع بقدرة استثنائية على تحقيق نجاحات كبيرة خلال فترات زمنية قصيرة. واستشهد بشركة صينية استطاعت، خلال عامين فقط، تطوير تطبيق أحدث تأثيرًا عالميًا وأصبح محط اهتمام كبير.
وأوضح أن هذه الإنجازات تعكس مدى التطور السريع في قطاع التكنولوجيا داخل الصين، حيث تستثمر الشركات الناشئة في البحث والتطوير، مما يساعدها على تقديم حلول مبتكرة قادرة على إحداث تغيير جذري في السوق العالمي.
الفرق بين الذكاء الاصطناعي والكمبيوتر التقليدي
أكد الدكتور إسلام ثروت أن أجهزة الذكاء الاصطناعي تمثل اختراعًا ثوريًا يختلف تمامًا عن الحواسيب التقليدية التي عرفها العالم خلال العقود الماضية. وأوضح أن الكمبيوتر التقليدي يعتمد على البرمجة، حيث يتم تزويده بتعليمات محددة لتنفيذ مهام معينة، بينما يعمل الذكاء الاصطناعي بطريقة مختلفة تمامًا، إذ يعتمد على التعلم الذاتي والتكيف مع البيانات الجديدة.
وأشار إلى أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا، حيث لم يعد الكمبيوتر مجرد أداة تنفذ الأوامر، بل أصبح قادرًا على التحليل واتخاذ القرارات بناءً على المعلومات التي يتلقاها، ما يجعله أكثر مرونة وكفاءة في التعامل مع التحديات المعقدة.
حرب الذكاء الاصطناعي بين أمريكا والصين
أوضح الدكتور إسلام ثروت أن الشركات الأمريكية تعتمد في تطوير الذكاء الاصطناعي على توفير كميات ضخمة من البيانات لتدريب الأنظمة وتحسين أدائها، وهو ما يتطلب بنية تحتية قوية ومصادر بيانات هائلة.
وأشار إلى أن هناك جهودًا متواصلة لتطوير طرق تعليم أكثر كفاءة، تتيح للذكاء الاصطناعي التعلم بشكل أسرع مع تقليل الاعتماد على البيانات الضخمة. وأكد أن هذا التنافس بين أمريكا والصين يشكل سباقًا عالميًا نحو تحقيق التفوق في هذا المجال، حيث يسعى كل طرف إلى تطوير تقنيات أكثر تقدمًا لتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العالم
اختتم الدكتور إسلام ثروت حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أهم الابتكارات التكنولوجية في العصر الحديث، مشيرًا إلى أنه أصبح قادرًا على إحداث تغييرات جذرية في مختلف القطاعات.
وشدد على أهمية تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي للجمهور، حتى يتمكنوا من فهم طبيعة هذه التقنية والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية لهذا المجال. وأوضح أن أجهزة الكمبيوتر التقليدية كانت تعتمد في الماضي على تشغيل برامج محددة، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبح بإمكان الكمبيوتر التعلم والتكيف مع المعلومات الجديدة، ما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع مختلف التحديات واتخاذ القرارات بكفاءة
الذكاء الاصطناعي: الجيل الجديد من الحواسيب
كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي؟
خلال استضافته في برنامج “وطن رقمي”، أوضح الدكتور إسلام ثروت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم بطريقة مشابهة للإنسان، حيث تحتاج إلى تدريب مكثف لاكتساب المهارات. وتعتمد على كميات هائلة من البيانات والخبرات السابقة لتحسين أدائها.
وأشار إلى أن التطور السريع في هذا المجال خلال السنوات الماضية تطلب توفير بيانات ضخمة وتمارين متقدمة. كما أوضح أن تشغيل الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى حواسيب فائقة لمعالجة العمليات الحسابية المعقدة.