الشركات الكبرى تخفض الوظائف تحت ضغط الذكاء الاصطناعي وتراجع التوظيف العالمي

تشهد الأسواق العالمية موجة متصاعدة من خطط خفض العمالة.. وسط تراجع الثقة الاستهلاكية وتصاعد دور الذكاء الاصطناعي في أتمتة الوظائف.
وأعلنت شركات كبرى مثل أمازون ونستله ويو بي إس.. عن تسريح عشرات الآلاف من الموظفين، في خطوة تعكس التحول الكبير في سوق العمل العالمي وتأثير التكنولوجيا على الوظائف المكتبية والبيضاء.

 الأرقام والإحصاءات حول التسريحات

سجلت الشركات الأميركية أكثر من 25 ألف وظيفة مسرحة في أكتوبر 2025.. باستثناء خطة يو بي إس التي شملت 48 ألف موظف منذ بداية العام.
وفي أوروبا، تجاوزت التسريحات 20 ألف وظيفة، منها 16 ألف وظيفة في نستله.

يتركز خفض الوظائف على المكاتب والوظائف البيضاء.. فيما ظلت الوظائف الميدانية أقل تأثراً. ويشير الخبراء إلى أن الشركات تعتمد إعادة توزيع القوى العاملة تدريجياً بدلاً من التسريح المفاجئ، مما أدى إلى عدم حدوث قفزة كبيرة في معدلات البطالة الأميركية رغم موجة التسريحات.

 تأثير التسريحات على الاقتصاد والثقة الاستهلاكية

يحذر المحللون من أن تسارع موجة التسريحات قد يؤدي إلى ضعف الثقة الاستهلاكية.. ما يزيد الضغوط على الاقتصاد العالمي.
وقال خبراء الاقتصاد إن استمرار هذا الاتجاه قد يخفض القدرة الشرائية للأسر ويضعف النمو الاقتصادي.. خصوصاً مع تراجع الزخم الاقتصادي العالمي واعتماد الشركات على الأتمتة والتكنولوجيا الحديثة لتقليص التكاليف.

 مستقبل سوق العمل في ظل الأتمتة

يبدو مستقبل الوظائف غامضاً مع تصاعد سباق الشركات لاعتماد الأتمتة والذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تستمر الشركات في خفض الوظائف المكتبية تدريجياً مع الحفاظ على العمالة الميدانية الضرورية لاستمرار العمليات.

وأشار خبراء الموارد البشرية إلى أن إعادة هيكلة سوق العمل ستتطلب من الموظفين تطوير مهاراتهم الرقمية والتكيف مع التغيرات التكنولوجية لتجنب التسريح، خصوصاً في الوظائف الأكثر عرضة للأتمتة.

 نظرة مستقبلية

على الرغم من موجة التسريحات.. تشير البيانات إلى أن سوق العمل العالمي يعيش مرحلة “منخفض التوظيف والتسريح”، حيث تقلص الشركات أعداد موظفيها تدريجياً دون استبدالهم مباشرة.
ويظل السؤال الأبرز: كيف سيتكيف سوق العمل مع الذكاء الاصطناعي، وهل ستتغير ديناميكيات التوظيف بشكل جذري خلال السنوات القادمة؟