بقلم: بسام المحارم.. خبير الأمن السيبراني
على الرغم من أن آبل تملك خزينة مالية ضخمة تصل إلى 94 مليار دولار، إلا أنها تواجه تحدياً وجودياً حقيقيًا يجعل المستثمرين في حيرة بشأن موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي.
بينما يتقدم المنافسون بوتيرة سريعة – مايكروسوفت مع OpenAI، وجوجل مع Gemini، وميتا التي تستقطب أفضل المواهب – بدت آبل وكأنها لا تزال تحاول إصلاح “Siri”.
لكن يبدو أن عام 2025 قد يشكل نقطة تحول كبرى، وربما الانطلاقة الفعلية للشركة في هذا المجال.
تصريح تيم كوك بأن آبل “منفتحة” على عمليات استحواذ ضخمة لتسريع خارطة طريقها في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد كلام، بل هو إعلان عن تغيير جذري في استراتيجية الشركة.
ماذا يعني هذا التحول الاستراتيجي؟
-
الانفتاح على صفقات ضخمة: آبل مستعدة الآن لعقد صفقات تتجاوز بكثير أكبر صفقة لها تاريخياً (شراء Beats مقابل 3 مليارات دولار)، مع الحديث عن شركات مثل Perplexity أو Mistral بصفقات قد تكون أكبر بستة أضعاف.
-
قائمة أهداف واضحة: شركات مثل Perplexity (لتحدي جوجل)، Mistral (للنماذج مفتوحة المصدر)، Anthropic (للذكاء الاصطناعي الأخلاقي)، وCohere (لحلول المؤسسات) أصبحت على رادار آبل.
-
شراء المواهب بوتيرة سريعة: الشركة تستحوذ بهدوء على شركات صغيرة كل بضعة أسابيع لسد فجوات الخبرات التقنية لديها.
الذكاء الاصطناعي “بطعم آبل”
الهدف النهائي واضح ومختلف تماماً عن المنافسين: ليس السيطرة على الذكاء الاصطناعي السحابي، بل تقديم تجربة متكاملة بنكهة آبل:
-
مدمج في النظام: تجربة ذكية عبر Siri وiOS وSafari وVision Pro.
-
يحترم الخصوصية: معالجة البيانات محلياً على معالجات Apple Silicon دون إرسال أي بيانات للمستخدمين إلى السحابة.
-
تجربة صادقة: بدون إعلانات أو ضجيج، فقط ذكاء اصطناعي يعمل بسلاسة وبشكل طبيعي.
الرهان كبير، والنتيجة قد تعيد تشكيل المستقبل
إذا نجحت آبل، فقد يكون هذا هو “مشهد الآيفون” الجديد للشركة، مع إعادة تعريف العلاقة بين المستخدمين والتكنولوجيا، وإذا فشلت، فإنها تخاطر بأن تصبح نسخة من “إنتل” – عملاق الأمس الذي فاته قطار المستقبل.
السنوات القادمة حاسمة، ويبدو أن تيم كوك وفريقه يستعدون لمعركة شرسة.. مع وعي كامل بأن هذه المرة، الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا، بل معركة للبقاء في قلب الابتكار العالمي.