الأخبارمقالات الرأي

أحـمـــد الـمُّـــولـد يكتــب.. إدعاء الحكمة

ابن عطاء الله السكندري قعد 30 سنة يراقب أفعال تلاميذه وأحوالهم قبل أن يكتب كتاب الحكم العطائية وهو من أقوى ما كتب للتعامل مع النفس البشرية.

زمان كان الحكماء بيخافوا يدوا النصيحة أو يدعوا العلم لإنهم دايماً حاسين بقلة الخبرة وبعظم المسئولية. إنما النهاردة كلنا عايزين نغير حياة الناس وتصلح الكون ونظبط العلاقات بشهادة خدناها بعد حضور كورس لمدة شهرين.

زمان كان العالم بيتتلمذ على إيد شيخ لمدة أربعين سنة قبل أن يدعي العلم.

النهاردة اللي عنده كاريزما ممكن يقول أي كلام والناس تسمعه واللي عنده الخبرة والحكمة طريقته تقيلة على قلبنا. في الأفلام بتلاقي البطل لما الدنيا بتقفل في وشه بيقابل حد بسيط جداً يديله الحكمة اللي فيها الحل ودا الواقع لإن الناس دول بيمروا بتجارب قوية ولو عدوا منها أسوياء بيبقوا فاهمين الدنيا صح.

إعطاء النصيحة أو إدعاء الحكمة محتاج خبرات حياة كتيرة ودي محتاجة في العادة لزمن طويل. الحكمة غالبا هتلاقيها عند كبار السن والناس اللي حياتهم غنية بالتجارب.

أي حد قبل ما يفكر يغير اللي حواليه لازم يتأكد إن هو نفسه وصل للنفس السوية المطمئنة، غير كدا هيبقى بينشر تشوهاته النفسية والمجتمع هو اللي بيلبس كل دا في الأخر.

نظرية Dunning–Kruger effect بتقول إن الجاهل أول ما بيعرف حاجة جديدة عليه بتبقى ثقته في أعلى مستوياتها وبيفتكر إنه أذكى إخواته وإنه جاب التايهة في حين إن العالم بيبقى عارف إن علمه محدود وعايز يتعلم أكتر قبل ما يفتح بقه.

علشان كدا كل التشوه اللي شايفينه حوالينا سببه ناس عندهم أقل القليل من الخبرة قرروا يفتوا في كل حاجة في الدنيا.

 

أحمد المولد الرئيس التفيذ لشركة زاد سليوشنز 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى