الأخبارمقالات الرأي

إسلام خالد يكتب: الاختراق الجديد.. وعيك في مرمى الخطر

مقال: م. إسلام خالد – استشاري التكنولوجيا

في السنوات الأخيرة، لم تعد الهجمات الرقمية تقتصر على سرقة الحسابات أو اختراق الأجهزة فقط. بل ظهر نوع أخطر من التهديدات. هذا النوع لا يهاجم هاتفك أو حاسوبك، بل يهاجم وعيك.

ما هو اختراق الوعي؟

اختراق الوعي هو أسلوب خداع رقمي متطور، لا يسرق بياناتك بشكل مباشر، بل يستغل مشاعرك، تحديدًا، يستهدف خوفك، يقوم المخترقون بصياغة منشورات تبدو عادية، لكنها تحمل تحذيرات كاذبة، تجدها مكتوبة بلغة فصحى، تحتوي على دراما، وتطلب منك نشرها فورًا.

مثال شائع:

“يتم الآن اختراق حسابات فيسبوك، يصنعون حسابًا جديدًا بصورتك واسمك، ويرسلون طلبات لأصدقائك، انسخ الرسالة وانشرها فورًا!”

المهندس إسلام خالد - استشاري التكنولوجيا
المهندس إسلام خالد – استشاري التكنولوجيا

الناس تشارك بدافع الخوف

المفاجأة أن التفاعل مع هذه المنشورات يكون هائلًا، تعليقات مثل:

– تم النسخ

– شكراً على التحذير

– فعلاً حصلت معايا

تأتي من أناس متعلمين، وأحيانًا خبراء. لكن كلمة واحدة مثل “اختراق” كافية لتدفعهم للمشاركة فورًا، دون تحقق. هذا النوع من التصرفات لا يدل على وعي رقمي، بل على ذعر رقمي.

كيف تنتشر هذه المنشورات؟

هناك سبب وراء هذا الانتشار السريع، هذه المنشورات تعتمد على مفهومين:

المشاركة بدافع الخوف (Fear-based Sharing)

نشر الشائعات بشكل متسلسل (Hoax Propagation)

الكاتب يصمم الرسالة لتخلق شعورًا بالعجلة والخطر. يستخدم كلمات مثل “فورًا”، “قبل فوات الأوان”، و”اختراق” والنتيجة؟ القارئ يشعر أنه مجبر على النشر فورًا، وكأنه ينقذ الناس.

دور الخوارزميات في نشر الذعر

من ناحية أخرى، تلعب خوارزميات فيسبوك دورًا كبيرًا. هي لا تهتم إن كانت المعلومة صحيحة أم لا. ما يهمها هو التفاعل، فإذا حقق منشور كاذب آلاف المشاركات والتعليقات، تقوم الخوارزمية بدفعه للأمام، لماذا؟ لأنه يحقق معادلة النجاح:

تفاعل + مشاركة = انتشار

 

وهكذا، يتحول بوست غير حقيقي إلى “حقيقة” في نظر الناس.

المشكلة الحقيقية ليست في المنشور

الحقيقة أن المشكلة لا تبدأ من المنشور نفسه، ولا من الخوارزمية التي تدعمه، بل تبدأ من عقولنا، نحن من نترك وعيَنا دون حماية. نصدق أي منشور كأنه خبر عاجل، نشارك أي إشاعة وكأنها نداء إنساني.

كيف نحمي أنفسنا؟

لحسن الحظ، الحل بسيط:

1. لا تشارك أي شيء قبل التأكد من صحته.

2. توقف عن نشر أي التحذيرات مجهولة المصدر.

3. اسأل مختصًا إن لم تكن متأكدًا.

 

وأنا، كمستشار في التكنولوجيا، مستعد دائمًا للإجابة على أسئلتك، لا تتردد في التواصل معي.

في الختام

الاختراق الحقيقي لا يبدأ من حسابك. بل من عقلك. إذا لم تحمِ وعيك، فإن كل إشاعة ستنتشر من خلالك، وأنت تظن أنك تساعد. لذلك، افحص كل ما تقرأ، وكن حذرًا. لا تجعل الخوف يقرر عنك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى