المحنة التي نمر بها الأن هي بمثابة تليسكوب نستطيع من خلاله ان نرصد كل أوجه الصراعات بين الدول المختلفة حول العالم اباطرة الاقتصاد والصناعة الان يتوقفون أمام هذه الجائحة في حالة ارتباك وفي حالة ترقب وتوقع ومشاهدات مستمرة لمنحني الانتشار وهل سيستمر المنحني في التصاعد أم سيستقر ويبدآ في الهبوط لتستقر الحالة نسبياً وتعود الحياة تدريجياً الي طبيعتها.
هذا المشهد الذي نعيشه كل يوم نشاهده من شاشات الموبيل والتلفزيون من استراحة المنزل او حتي علي الطاولة البسيطة في بيتنا البسيط وسط العائلة الصغيرة كل منا الأن يشاهد في ترقب ويتساءل ماذا بعد ؟ هل سنعود كما كنا في السابق هل التباعد الاجتماعي كمرحلة تعايشنا معها فترة طويلة وتعودنا عليها في تلك الفترة تعلمنا أشياء كثيرة بعضنا اكتشف انه من فترات كثيرة فاته الكثير ليشاهد ابنه وهو يرسم منزل،شجرة وطيور والبعض اكتشف أخيراً انه يحب العزف علي العود او حتي الطبلة بعضنا اكتشف انه يستطيع ان يقدم لنا ” المكرونه بالباشاميل ” وهناك من استطاع ان يكتب مقالة او قصة قصيرة والبعض أصبح له مساحة علي اليوتيوب ليطل بها علينا باولي حلقات برنامجه الجديد.
هكذا الحياة المحنة تعطي لنا الفرصة ” منحة ” لنعيد اكتشاف قدراتنا لنقترب اكثر من احبائنا وعائلتنا وأولادنا ” منحة ” لنعرف اننا نحتاج كثيراً لفتح أبواب جديدة للخير فهناك من قرر ان يتبرع بقيمة زيارة بيت الله الحرام لتكون من نصيب
” جيش مصر الأبيض “
المستشفيات لدعم ” جيشنا الأبيض ” في معركته امام هذا التحدي الكبير فهم خط الدفاع الأول الكثير تبرع لينقذ من تركوا أعمالهم من اهالينا واسرنا أصحاب العمالة اليومية فهم يوما ما كانوا بجانبنا من رجال بناء – بائعين – رجال نظافة – وغيرها من المهام التي نحملها علي الرؤوس حيث جاءت تلك المنحة ليسطع نور فضلهم علينا .
كل يوم يمر علينا في تلك المحنة سنتوقف كثيرا عندها حتي التاريخ سيتذكر تلك الجائحة واعتقد ان العالم سيتغير كثيراً
العلاقات بين الدول – التكنولوجيات وتقنيات الاتصالات أولويات الدول واهتمامتها من حيث زيادة القدرة علي مجابهة الطوارئ وازمات كتلك التي تمر علينا اليوم.
المشهد الأن يتضح منه ان القطاع الصناعي والتنموي سيشهد طفرة كبيرة في الاتجاه الي صناعات داعمة للقطاع الطبي وكذلك زيادة القدرة علي الإنتاج في الظروف الاستثنائية والأزمات عرف العالم أهمية توفر أجهزة الرصد الحراري في الطرق ومناطق التجمعات عرفنا كيف نصنع بوابات التعقيم الذاتي اتجهت الدول لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي بكميات كبيرة لتنقذ حياة الكثير من الإنسانية.
… اليوم ادركنا ان تكنولوجيا الاتصالات المعلومات هي بوابة وطوق النجاة هي حلقة الوصال بيننا كعائلات وأصدقاء ، وشركاء عمل التكنولوجيا قربت المسافات وهونت علينا اثار التباعد والعزل الاجتماعي كانت هي صوت الحقيقة تنقل لنا قصص من الإنسانية ومشاهد البطولة لممرض اصطف اهل قريته لتحيته وهو عائد من حرب طويله يواجه الفيروس في خط دفاعه الأول شاهدنا الطبيب يهدي حياته شهيداً لينقذ المرض في مستشفيات العزل الصحي التكنولوجيا نقلت لنا الأرقام وكيف نقي نفسنا من هذا الفيروس الشرس.
ولا يسعنا في نهاية تلك الكلمات غير ان نشكر الله علي تلك ” المحنة ” فهي منحة لنتوقف قليلاً ونتذكر أن النعم كثيرة وأن حياتنا في السابق بكل مصاعبها هي جميلة في تفاصيلها منحة لندرك ان الإنسانية هي محور الحياة وكل ما دون ذلك أساليب للحياة لتبقي القصص والشواهد والحكايات شاهدة لنا يتذكرها الأجيال وتكتب الكلمات أن العالم توحد وتكاتف ليصارع ” كرونا “
” صورة سيدة تلوح أملاً في ان تعود الحياة لطبيعتها