الباحثة جاسمين حسان تكتب: ما بعد الخراب.. استغلال المعاناة لقلب الصورة
مقال الباحثة جاسمين حسان: بعنوان ما بعد الخراب.. استغلال المعاناة لقلب الصورة.. نجحت إسرائيل، بشكل متعمد ومدروس، في تحويل غضب الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى غضب داخلي موجه ضد حركة حماس. هذا التحوّل جاء نتيجة لما قامت به إسرائيل من تدمير واسع النطاق للبنية التحتية الفلسطينية، بما في ذلك تفجير البيوت والمؤسسات الدولية، واعتقال الآلاف من الرجال والنساء والأطفال.
ما بعد الخراب.. استغلال المعاناة لقلب الصورة
كما هجّرت آلاف العائلات، وحوّلت منازلهم من أماكن آمنة إلى خيام من بطاطين وأكياس في مخيمات لا تقيهم بردًا ولا عدوانًا. إسرائيل واصلت هجماتها برًا وجوًا وبحرًا، ومنعت وصول المعونات الإنسانية، واستهدفت المستشفيات وقتلت مصابين وحديثي الولادة، ثم برّرت ذلك بأنه رد على ما قامت به حماس.
7 أكتوبر: الذريعة التي استُغلت
في السابع من أكتوبر 2023، نفذت حماس عملية داخل إسرائيل، أسرت خلالها 250 شخصًا بينهم نساء وأطفال من جنسيات مختلفة. استغلت إسرائيل هذا الحدث لتطلق حملة تدمير غير مسبوقة، مخالفة للقوانين الدولية، وسط صمت عالمي، وبتبرير وحيد: القضاء على حماس واستعادة الأسرى.
لكن المجازر لم تستهدف حماس فقط، بل طالت المدنيين، والصحفيين، والمؤسسات الإعلامية، وحتى مقار دول أجنبية، دون مراعاة لحصانات دبلوماسية أو قوانين إنسانية.
زرع الانقسام داخل الفلسطينيين
تسعى إسرائيل بوضوح إلى خلق شرخ داخلي داخل المجتمع الفلسطيني. تحاول زرع فكرة أن المعاناة سببها حماس، وأن الخلاص لن يتحقق إلا بالتخلّص منها. بدأت مظاهرات داخل بعض المناطق، وظهرت دعوات لرفض تمثيل حماس في أي كيان سياسي.
بل يبدو أن إسرائيل تراهن على لحظة قد يثور فيها الشعب الفلسطيني ضد الحركة، وربما يسلمها بنفسه للاحتلال، معتقدًا أن ذلك سينهي الحرب. لكن الحقيقة أن الهدف أوسع من ذلك بكثير.
الهدف الحقيقي: شرق أوسط جديد
ما تريده إسرائيل ليس فقط القضاء على حماس، بل تفكيك كل مقاومة وإعادة تشكيل المنطقة. لبنان لم يسلم، حتى بعد اغتيال قيادات في حزب الله. والآن تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين بالكامل، وتشتيتهم خارج وطنهم.
الرهائن الذين تحت يد حماس أصبحوا ورقة ضغط، وإسرائيل لا تتوقف عن استخدامهم لتبرير كل عدوان جديد. بينما المغزى الحقيقي ليس الرهائن، بل إفراغ الأرض من أصحابها.