الأخبارمقالات الرأي

يحيى زكريا يكتب: لماذا حظرت أمازون استخدام PowerPoint في اجتماعاتها القيادية؟

بقلم: يحيى زكريا – مهندس تنظيم

في خطوة مثيرة للجدل اتخذها مؤسس أمازون “جيف بيزوس” منذ ما يقارب 20 عامًا، قررت الشركة التخلي التام عن استخدام عروض PowerPoint في الاجتماعات القيادية. قد يبدو الأمر غريبًا في عالم يعتمد بشكل كبير على الشرائح التقديمية، ولكن أمازون رأت في هذا القرار وسيلة لتعزيز التفكير العميق وجودة اتخاذ القرار.

لماذا تم حظر PowerPoint؟

1. الزخرفة تخفي الضعف

العروض التقديمية كثيرًا ما تستخدم لتجميل أفكار غير مكتملة أو ضعيفة، حيث تغلف الرسائل بمؤثرات بصرية وألوان جذابة تخفي نقص العمق أو المنطق في المحتوى.

2. “الوجبات السريعة” للفكر

شبه بيزوس عروض PowerPoint بالوجبات السريعة، إذ تقدم معلومات سريعة وسطحية دون التعمق في التفاصيل. وهذا النوع من التواصل يعوق التفكير الاستراتيجي والنقاش المعمق.

3. هدر للوقت والموارد

إعداد الشرائح التقديمية ومراجعتها يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين من الموظفين والمديرين، في حين أن هذا الوقت يمكن استغلاله لصالح التفكير التحليلي وصياغة حلول فعالة.

البديل: مذكرات مكتوبة

أمازون لم تكتفِ بالحظر، بل قدمت بديلاً عمليًا وأكثر فاعلية: مذكرة مكتوبة تتراوح بين صفحتين إلى ست صفحات، يُطلب من المسؤول إعدادها قبل الاجتماع. هذا الشكل الجديد من العرض الكتابي يضمن:

  • شرح الفكرة بتفصيل ومنطق.

  • تقديم الاقتراحات مدعومة بالحقائق والأرقام.

  • التنبؤ بالاعتراضات والأسئلة المحتملة.

  • توضيح الآثار المترتبة والقرارات المقترحة.

آلية الاجتماعات في أمازون

  1. قراءة صامتة للمذكرة: يبدأ الاجتماع بجلسة قراءة فردية للمذكرة لمدة 30 دقيقة، ما يضمن أن جميع الحضور قد استوعبوا الفكرة قبل النقاش.

  2. نقاش جماعي عميق: بعد القراءة، يبدأ النقاش المبني على أسس واضحة وفهم مشترك، بعيدًا عن الانبهار البصري أو العروض السريعة.

الدروس المستفادة من نهج أمازون

  • المضمون أولاً: الكتابة تكشف بوضوح مدى عمق الفكرة وجودتها، بعكس PowerPoint الذي قد يُبهر بالشكل لا بالمضمون.

  • تعزيز العمل العميق: صياغة مذكرة متكاملة يتطلب تركيزًا وتحليلاً، مما يعزز التفكير النقدي ويقلل من السطحية في الطرح.

  • كسر القواعد التقليدية: قرار أمازون يُظهر أن كسر المألوف أحيانًا هو المفتاح لابتكار طرق أكثر فاعلية في العمل والتواصل.

هل يمكن تطبيق هذه المنهجية؟

نعم، وبقوة. في ختام منشوره على لينكدإن، يدعو الأستاذ يحيى زكريا المهتمين إلى تجربة هذا النموذج، بل ويعرض إرسال نموذج جاهز لهيكل مذكرة أمازون لكل من يرغب في اعتماده داخل فريقه أو مؤسسته.

إذا كنت من المهتمين بتطوير الاجتماعات وتحسين جودة الطرح وصناعة القرار، فربما حان الوقت للتفكير في “الكتابة” بدلًا من “العرض”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى