الأخبارالتجارة الالكترونية

تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وسط مخاوف عالمية

حرب تجارية غير مسبوقة بين الصين والولايات المتحدة

 

اشتعلت الحرب التجارية بين الصين و الولايات المتحدة بعد تبادل فرض رسوم جمركية تصعيدية، مما أثار قلقًا كبيرًا في الأسواق العالمية وأدى إلى هبوط حاد في أسعار الأسهم و النفط، في حين ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن.

التصعيد الجمركي بين البلدين

أعلنت الصين عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة من السلع الأمريكية لتتراوح بين 34% و84%. بدأ تطبيق هذه الرسوم في 10 أبريل 2025، وذلك كرد فعل على قرار الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على وارداتها من الصين.

من جانبها، فرضت الولايات المتحدة رسومًا ضخمة على السلع الصينية بلغت 104%. تتضمن هذه النسبة 34% كرسوم أولية، بالإضافة إلى 50% كرسوم إضافية، فضلاً عن 20% سابقة مرتبطة بضريبة “الفنتانيل”.

تداعيات اقتصادية مباشرة

شهدت أسواق الأسهم تراجعات كبيرة، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشرات “ناسداك” و”إس آند بي 500″ بنسب تتراوح بين 1.4% و1.7%. في أوروبا، كان الانخفاض أكبر حيث تجاوز 4% في مؤشر “ستوكس يوروب 600”.

أما في سوق النفط، فقد هوى سعر خام برنت إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2021. هذه الانخفاضات تأتي وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي بسبب الحرب التجارية.

في المقابل، شهد سعر الذهب ارتفاعًا بنسبة 3% ليصل إلى حوالي 3,079 دولارًا للأونصة، حيث لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، في حين ارتفع الين الياباني و الفرنك السويسري بشكل مشابه.

ردود فعل الصين على الرسوم الأمريكية

الصين لم تقتصر على زيادة الرسوم الجمركية فقط، بل اتخذت عدة خطوات أخرى لمواجهة الضغوط الأمريكية:

  • رفعت دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية.
  • أضافت ست شركات أمريكية جديدة إلى قائمة “الكيانات غير الموثوقة”.
  • فرضت قيودًا على تصدير منتجات اثني عشرة شركة أمريكية.

في خطاب رسمي، وصفت الصين الرسوم الأمريكية بأنها “ابتزاز” وتعهدت بـ “القتال حتى النهاية” لحماية مصالحها الوطنية.

التأثيرات العالمية

تأثرت دول أخرى جراء هذه الحرب التجارية، حيث شملت الرسوم الأمريكية حوالي ستين دولة. على سبيل المثال:

  • ألمانيا و الاتحاد الأوروبي تأثرا بنسبة 20%.
  • كوريا الجنوبية فرضت 25% على السيارات.

بعض الحكومات بدأت تدابير دعم لقطاعاتها المتأثرة، مثل كوريا الجنوبية و تايوان اللتين قدمتا حوافز مالية للصناعات المحلية.

التوترات السياسية والعلاقات الثنائية

منذ يناير 2025، لم تشهد العلاقات بين واشنطن و بكين أي تحسن ملحوظ. لم تجر أي محادثات مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

وكلا الطرفين تبادل الاتهامات بالعناد ورفض التوصل إلى حلول دبلوماسية. ترامب وصف الرسوم بأنها “أسطورية” بينما وصفت الصين سياسة الولايات المتحدة بـ “البلطجة”.

يذكر أن، هذه الحرب التجارية تعد تصعيدًا كبيرًا في التوترات بين الصين و الولايات المتحدة.

والتداعيات الاقتصادية قد تشمل دخول الاقتصاد العالمي مرحلة من الركود وزيادة التضخم. الصين مصممة على عدم التراجع، بينما تستخدم الولايات المتحدة الرسوم الجمركية كأداة ضغط لتحقيق توازن تجاري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى