وأصدرت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية قرارًا يُلزم المكاتب الهندسية والمطورين العقاريين بتطبيق معايير نمذجة معلومات البناء (BIM) وفقًا للمعايير المصرية المستهدفة. يهدف القرار إلى تحسين جودة المشروعات، وتقليل الأخطاء الهندسية، وخفض التكاليف التشغيلية. يأتي ذلك ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي في قطاع التشييد والبناء.
التطبيق التدريجي في نمذجة معلومات البناء BIM
أكد الدكتور كمال شوقي، العضو المنتدب لشركة فرست أوبشن وعضو لجنة الصياغة للمعايير الإرشادية، في مداخلة هاتفية لبرنامج وطن رقمي على قناة الحدث اليوم أن القرار سيُطبق تدريجيًا على المشروعات الجديدة. كما أشار إلى أن الجهات المعنية ستخضع لفترة انتقالية تمنحها الوقت للتكيف مع هذه المعايير قبل أن يصبح التطبيق إلزاميًا.
تطبيق معايير نمذجة معلومات البناء BIM
في هذا السياق، سيتولى المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء مسؤولية متابعة التنفيذ. ويهدف ذلك إلى ضمان توافق المشروعات مع رؤية مصر 2030 وتحقيق التحول الرقمي في القطاع العقاري.
ما هي تقنية الـ BIM؟ ولماذا هي ضرورية؟
تعتمد نمذجة معلومات البناء (BIM) على إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لكل مشروع، مما يسمح باكتشاف الأخطاء قبل التنفيذ الفعلي.
في المشروعات التقليدية التي تعتمد على المخططات ثنائية الأبعاد، تظهر أخطاء عند التنفيذ بسبب عدم توافق التصميمات بين التخصصات المختلفة. أما باستخدام الـ BIM، فيمكن محاكاة المشروع رقميًا، مما يساعد في اكتشاف المشكلات مبكرًا ومعالجتها قبل بدء العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يقلل استخدام الـ BIM من الخلافات الهندسية، حيث يمكن لكل متخصص رؤية تأثير عمله على باقي المشروع مسبقًا. وهذا يؤدي إلى تخفيض نسبة إعادة العمل، مما يسرّع التنفيذ ويقلل التكاليف.
تأثير القرار على قطاع العقارات في مصر
يرى شوقي أن هذا القرار سيُحدث تحولًا جذريًا في قطاع البناء والتشييد. فمن أبرز فوائده:
- تقليل التكاليف الإجمالية للمشروعات.
- تسريع التنفيذ والحد من التأخيرات.
- تحسين جودة التصميمات وتقليل الفاقد من المواد.
- زيادة كفاءة تشغيل المباني بعد تنفيذها.
علاوة على ذلك، فإن خفض الأخطاء الهندسية يقلل من الهدر في المواد الخام، مما ينعكس إيجابيًا على أسعار الوحدات السكنية. وهذا يعني أن المواطن هو المستفيد الأول من تطبيق هذه التقنية.
تطبيق الـ BIM في المشروعات القومية
بدأت العاصمة الإدارية الجديدة في تطبيق تقنية الـ BIM داخل الحي الحكومي، مما أدى إلى تحسين كفاءة التشغيل والصيانة. ووفقًا لشوقي، تم اعتماد هذه التقنية بالفعل في العديد من المشروعات القومية، وسيتم توسيع استخدامها لتشمل جميع المشروعات المستقبلية.
من ناحية أخرى، ستخضع بعض المشروعات القائمة لإدخال تدريجي لهذه التقنية، خاصة المشروعات الحيوية ذات الأهمية الاستراتيجية.
دور الـ BIM في مؤتمر Constratech 2025
أعلن شوقي أن مؤتمر Constratech 2024-2025، المقرر عقده في مايو المقبل، سيركز على تطبيقات الـ BIM في السوق المصري. وسيشهد المؤتمر:
- عرض تجارب ناجحة في استخدام التقنية.
- مناقشة أفضل آليات التطبيق في المشروعات المستقبلية.
- فرص للمطورين العقاريين لاكتشاف أحدث الحلول التكنولوجية.
من خلال هذا الحدث، سيتم تسريع تبني المعايير الجديدة، مما يعزز كفاءة السوق العقاري في مصر.
نحو تحول رقمي شامل في قطاع البناء
أكد شوقي أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو رقمنة قطاع التشييد. كما شدد على أن إلزام الجهات المعنية بتطبيق الـ BIM يعكس التزام الدولة بتطوير القطاع وفق أحدث المعايير العالمية.
في النهاية، يُسهم القرار في تحقيق بيئة بناء أكثر كفاءة واستدامة، مما يدعم رؤية مصر 2030، ويُحسن جودة المشروعات العقارية، ويخدم المواطنين بشكل مباشر.