ناصف ساويرس يهاجم بريطانيا ويغادرها: لماذا تصدر أغنى رجل في مصر التريند؟
في الأيام الأخيرة، تصدّر ناصف ساويرس، الملياردير المصري وأغنى رجل في مصر، مؤشرات البحث على جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي. جاء هذا التفاعل الكبير بعد تصريحاته القوية ضد الحكومة البريطانية، وقراره الصادم بمغادرة لندن بعد سنوات طويلة من الإقامة فيها. فما الذي حدث؟ ولماذا يهتم الجميع بتحركاته؟
ناصف ساويرس يغادر لندن: “لم أعد أشعر بالانتماء”
لم يكن قرار ناصف ساويرس بالرحيل عن المملكة المتحدة عاديًا أو عابرًا. فبعد أكثر من 15 عامًا قضاها في لندن، أعلن انتقاله إلى كل من إيطاليا وأبوظبي. أوضح ساويرس أن السبب الرئيسي هو التعديلات الضريبية التي فرضتها الحكومة البريطانية، والتي ألغت الامتيازات الممنوحة للمقيمين غير الدائمين.
قال ساويرس بوضوح: “لم أعد أشعر أنني مرحب بي هنا”، وأشار إلى أن السياسات الاقتصادية أصبحت طاردة للمستثمرين. هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا، خاصةً أنها صادرة عن شخصية مالية دولية بحجم ساويرس.
الهجوم على الحكومة البريطانية: لماذا وصفها بـ”الأكثر يسارية”؟
في مقابلة صحفية مع فايننشال تايمز، لم يتردد ناصف ساويرس في توجيه سهام النقد لحكومة المحافظين. وصفها بأنها “الأكثر يسارية في تاريخها”، واتهمها بإحداث خلل كبير في بيئة الاستثمار بسبب ما سماه “سنوات من القرارات العشوائية”. هذا التصريح أحدث صدمة، خاصة أنه يتعارض مع الصورة النمطية لحكومة محافظة.
هذه الانتقادات لم تمر مرور الكرام، بل دفعت كثيرًا من المتابعين والمحللين للتساؤل: هل نشهد هروبًا جماعيًا لرؤوس الأموال من بريطانيا قريبًا؟
تحذيرات صادمة من أزمة في قطاع الاستثمار الخاص
بعيدًا عن السياسة، أثار ناصف ساويرس مخاوف جدية في عالم المال، حيث تحدث عن أزمة هيكلية تلوح في الأفق في قطاع الاستثمار الخاص. وأوضح أن السوق بلغ ذروته، وأن هناك صعوبة كبيرة في تصفية أصول ضخمة تقدّر بتريليونات الدولارات.
وأكد ساويرس أن العديد من المستثمرين بدأوا يشعرون بالإحباط من ضعف العوائد، محذرًا من أن بعض الصناديق المعروفة بـ”صناديق الاستمرارية” ما هي إلا فقاعة قد تنفجر في أي لحظة.
من هو ناصف ساويرس ولماذا يهم العالم؟
ناصف ساويرس ليس مجرد رجل أعمال عادي، بل هو أغنى شخص في مصر وأحد أبرز المستثمرين في أوروبا والشرق الأوسط. يمتلك حصصًا في شركات عالمية كبرى، منها “أوراسكوم كونستراكشون” و”OCI NV”، كما يشارك في ملكية نادي أستون فيلا الإنجليزي.
اختياراته وتحركاته الاستثمارية ترسل إشارات قوية لأسواق المال، لذلك فإن أي تصريح يصدر عنه، أو قرار يتخذه، يصبح محط أنظار الإعلام والمستثمرين على حد سواء.
الخلاصة: لماذا يجب أن نهتم بما يقوله ناصف ساويرس؟
تحركات ناصف ساويرس وتصريحاته الأخيرة ليست مجرد أخبار مالية عابرة، بل تعكس تحولات كبيرة في مراكز الثقل الاقتصادي. خروجه من لندن وانتقاله إلى أبوظبي وروما يسلط الضوء على تحول جذري في نظرة رجال الأعمال للبيئات الضريبية والاستثمارية حول العالم.
في زمن تتغير فيه السياسات بسرعة، يصبح الاستماع لصوت مستثمر بحجم ساويرس أمرًا ضروريًا لفهم ما ينتظر الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب.