إسلام خالد يكتب: الانفجار الشعبي العالمي.. هل تسقط أمريكا تحت سيطرة نخبة المليار الذهبي؟

مقال: المهندس إسلام خالد ـ مستشار نظم المعلومات بنقابة المحامين

هل تسقط أمريكا تحت سيطرة نخبة المليار الذهبي؟..تشهد الولايات المتحدة موجة من الاضطرابات غير المسبوقة. منذ مساء الأمس، نزل آلاف المواطنين إلى الشوارع، ليس فقط داخل أمريكا، بل في عدد من العواصم الأوروبية أيضًا. هذه الاحتجاجات ليست مجرد تعبير عن الغضب، بل تمثل انفجارًا شعبيًا واسعًا ضد سياسات يرى كثيرون أنها تقود العالم نحو هاوية اقتصادية. في قلب هذه العاصفة، يقف دونالد ترامب وإيلون ماسك كرمزين للقرارات المثيرة للجدل والسياسات المتهمة بتغذية الانقسام والفوضى.

هل تسقط أمريكا تحت سيطرة نخبة المليار الذهبي؟

فجّر ترامب الموقف عندما أعلن فجأة فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة، مع نسب أعلى بكثير – وصلت إلى 50% – على بعض الدول مثل الصين. نتيجة لذلك، شهدت البورصة الأمريكية هبوطًا حادًا. وخسرت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وتسلا وميتا مليارات الدولارات في غضون ساعات قليلة. هذا الانهيار لم يمر بهدوء، بل تسبب في موجة غضب عامة، خاصة من الطبقة المتوسطة التي شعرت أنها تدفع ثمن السياسات الاقتصادية الخاطئة.

الشعب يرى المؤامرة ويبدأ بالتحرك

يعتقد كثيرون أن ما يجري ليس صدفة. فالمحتجون يتهمون ترامب وماسك بالتعامل مع الدولة وكأنها شركة خاصة، يُطرد فيها الموظفون وتُحتكر فيها وسائل الإعلام، في محاولة للسيطرة الكاملة على مفاصل السلطة. كما تتزايد الشكوك حول وجود نية لتعديل الدستور، بما يسمح لترامب بالبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، ما يُعيد إلى الأذهان أنظمة الحكم التي طالما انتقدتها أمريكا.

أوروبا تغيّر مواقفها وتبحث عن بدائل

في ظل هذه الأحداث، تتحرك أوروبا بخطى متسارعة نحو إعادة رسم خريطة تحالفاتها. فقد أعلنت ألمانيا عن أكبر خطة تسليح منذ الحرب العالمية الثانية. وفي المقابل، أظهرت فرنسا تقاربًا لافتًا مع دول الشرق الأوسط، مثل مصر والأردن، وأصبحت مواقفها أكثر تحررًا من التبعية الأمريكية. هذا التوجه يشير إلى بداية تفكك التحالفات التقليدية، وبروز قوى إقليمية جديدة على الساحة الدولية.

هل نحن أمام تنفيذ “خطة المليار الذهبي”؟

من جهة أخرى، بدأت تبرز نظرية “المليار الذهبي” كإطار تفسيري لما يحدث. هذه النظرية تتحدث عن نخبة من المليارديرات – على رأسهم إيلون ماسك – تسعى لإعادة تشكيل العالم بطريقة تخدم مصالحها الخاصة. من خلال خلق أزمات اقتصادية، وتدمير الطبقة المتوسطة، والتحكم في الإعلام والسياسة، يبدو أن هناك خطة ممنهجة لتقليص عدد السكان، والسيطرة على الموارد، وتكريس سلطة نخبوية عالمية.

الأسئلة التي يجب أن نطرحها الآن

في ظل كل هذه التطورات، يجب أن نسأل أنفسنا بوضوح: هل تسقط أمريكا تحت سيطرة نخبة المليار الذهبي؟ وما هو موقعنا من هذا التغيير العالمي؟ هل نراقب فقط، أم نتحرك ونتأهب لما هو قادم؟ فالعالم يتغير بسرعة، ومن لا يواكب هذه التحولات قد يجد نفسه خارج الحسابات، بعد فوات الأوان.

خاتمة

لم تعد الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة بلا منازع. كل قرار تتخذه إدارتها الحالية، وكل خطوة يخطوها ترامب أو ماسك، تدفع الحلفاء بعيدًا وتزيد من عزلة أمريكا. نحن أمام عالم جديد يتشكّل، وقوى جديدة تصعد، ونظام اقتصادي وسياسي يعاد بناؤه من الصفر. السؤال الأهم الآن: هل نحن مستعدون لما هو قادم؟