استضاف برنامج “وطن رقمي“، الذي يقدمه الإعلامي حسن عثمان على قناة “الحدث اليوم”، عددًا من قيادات شركة “Semicolon”، الشركة المصرية المتخصصة في البرمجيات والخدمات الرقمية. جاء اللقاء لمناقشة استراتيجيتها، رؤيتها المستقبلية، وخطط توسعها في السوقين المصري والعالمي.
شركات التكنولوجيا المصرية ودورها في الاقتصاد الرقمي
في بداية اللقاء، شدد المهندس محمد الحارثي، المدير التنفيذي وشريك الأعمال بشركة “Semicolon”، على أهمية دعم الشركات المصرية الناشئة. وأكد دورها في تعزيز الاقتصاد الرقمي. وقال: “تحفيز الشركات المحلية على التميز والابتكار هو العنصر الأساسي في نمو الاقتصاد الرقمي المصري.”
Semicolon تطور منتجاتها باستمرار
وأضاف أن “Semicolon ” تطور منتجاتها باستمرار لتلبية احتياجات السوق في قطاعات متعددة، مثل الصناعة، السياحة، السفر، والقطاع الطبي. وأوضح أن الشركة توفر حلولًا متطورة، مثل الخدمات الطبية عن بُعد، عبر تطبيقات إلكترونية متخصصة.
وأشار إلى أن مصر تمتلك فرصًا كبيرة في هذا المجال. وأكد أن هذه الخدمات لا تخدم الأفراد فقط، بل تساعد الشركات أيضًا على تحسين كفاءتها وتعزيز قدرتها التنافسية.
وأضاف الحارثي: “بصفتنا شركة مصرية، نسعى لفهم احتياجات مختلف القطاعات، مثل الطاقة والبترول، وتقديم الحلول الرقمية المناسبة. على سبيل المثال، طورنا خدمات التأمين الرقمي للخدمات والمنتجات الرقمية، مما يوفر بيئة أعمال أكثر أمانًا.”
وتابع: “نطبق نموذج أعمال مرن يتيح تقديم خدمات بأسعار تناسب جميع الشركات، سواء الناشئة أو الكبيرة. كما نوفر أكثر من نموذج عمل، مما يساعد الشركات على اختيار ما يناسب احتياجاتها الفعلية.”
وأشار إلى أن الشركة تركز على دعم الشركات الناشئة، قائلًا: “نحن نصنف أنفسنا كشركة ناشئة، لذلك نحرص على التعاون مع الشركات الناشئة الأخرى وتقديم الدعم اللازم. فالتكنولوجيا ليست مجرد تقديم خدمات، بل تطويرها وتحسينها باستمرار لتلبية احتياجات السوق.”
وضرب مثالًا: “طورنا تطبيقًا متكاملًا لأحد العملاء في السعودية، حيث وفرنا لهم نظامًا للاستشارات الطبية عن بُعد. نحن نواكب التطورات العالمية عبر دمج التقنيات الذكية في خدماتنا، ونبني الحلول الرقمية تدريجيًا لضمان نجاحها واستدامتها.”
المرونة والتكيف مع احتياجات العملاء
من جانبه، أكد المهندس إيهاب غالي، مدير إدارة العمليات والتشغيل بشركة “Semicolon”، أن نجاح الشركة يعتمد أساسًا على فريق العمل المختار بعناية. وقال: “العنصر البشري هو الأساس في نجاح أي شركة، لذا نحرص على اختيار كفاءات ذات خبرة. كما نوفر تدريبات مستمرة لتطوير المهارات ومواكبة أحدث التقنيات.”
وأضاف: “نشارك دائمًا في الفعاليات والمسابقات التكنولوجية الكبرى، مثل مسابقة هواوي الأخيرة لشركات البرمجة في مصر، حيث حققنا مركزًا متقدمًا وكنا من بين أفضل أربع شركات برمجة في البلاد.”
وتابع: “هذه الإنجازات تعزز مكانتنا في السوق، وتمكننا من تقديم خدمات عالية الجودة، سواء داخل مصر أو خارجها.”
تصدير البرمجيات: فرصة ذهبية لمصر
وفي سياق متصل، شدد المهندس محمد الحارثي على أهمية تصدير البرمجيات كقطاع استراتيجي لمصر، قائلًا: “نموذج الهند في تصدير الخدمات البرمجية يعد مثالًا ناجحًا، ويمكن لمصر تحقيق إنجازات مماثلة. نحن بحاجة إلى تعزيز البيئة الداعمة للشركات الناشئة، وتوفير حوافز ضريبية، كما أن الاستثمار في العقول المصرية ضروري لمنع هجرة الكفاءات إلى الخارج.”
وأضاف الحارثي: “نحن لا نريد هجرة الكفاءات المصرية إلى الخارج، بل نريد استقطاب الشباب المصري للبقاء والعمل في مصر، وتصدير الخدمات الرقمية من الداخل إلى الخارج. لدينا كل المقومات لتحقيق ذلك، خاصة أن السياسة الضريبية في مصر بدأت تتطور لمنح الشركات العاملة في هذا المجال امتيازات إضافية.”
وتابع قائلًا: “الشركات المصرية أصبحت تعتمد عليها الأسواق العالمية بشكل كبير، وقد أثبتت كفاءتها في السنوات الأخيرة. نجاح أي شركة مصرية في هذا المجال هو نجاح للجميع، لأنه يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات.”
نموذج شراكة مرن وتوسع إقليمي
وحول خطط التوسع، كشف الحارثي عن وجود شركاء أعمال للشركة في المملكة العربية السعودية، مما يتيح تقديم الدعم الفني لعملائها هناك. وأضاف: “لدينا شريك أعمال في السعودية، وهو ما يساعدنا في تقديم خدمات الدعم الفني بشكل مستمر. كما نسعى إلى التوسع وتكوين مزيد من الشراكات، لأن النجاح لا يتحقق بشكل فردي.”
وأكد أن نموذج الشراكة الذي تتبعه “سيمي كولا” يتميز بالمرونة، حيث يضمن توافقًا مستمرًا بين الشركاء. وقال: “نحن نؤمن بأن النجاح يتحقق من خلال التعاون، وليس المنافسة فقط. لذلك، نحرص على دراسة السوق بعناية، وفهم احتياجات العملاء، وتقديم حلول مرنة تناسب مختلف القطاعات.”
التكنولوجيا المصرية ومستقبل البرمجة لصالح الغير
أما المهندس إيهاب غالي، فتحدث عن أهمية البرمجة لصالح الغير، التي تُعد من أبرز الخدمات التي تقدمها الشركة. حيث قال: “في المملكة العربية السعودية، نقدم حلولًا برمجية متكاملة للشركات التي تحتاج إلى تطوير أنظمتها التكنولوجية. نحن ملتزمون بتقديم خدماتنا بأعلى جودة، مع الالتزام بالمواعيد وتقديم أسعار تنافسية.”
وأضاف: “يُعد الدعم الفني أحد نقاط قوتنا، حيث نوفر خدمة متكاملة على مدار 24 ساعة، مما يضمن استمرار عمل الأنظمة دون أي انقطاع.”
وأشار غالي إلى أن البرمجة لصالح الغير تعد مجالًا واعدًا لمصر، قائلًا: “هذه الخدمة توفر فرصًا كبيرة للشركات المصرية، إذ تساعد في تحقيق أرباح مستدامة، وتعزز مكانة مصر في السوق التكنولوجي العالمي.”
قطاع البرمجيات في مصر
اتفق الضيوف على أن قطاع البرمجيات في مصر يشهد تطورًا ملحوظًا. كما أكدوا وجود فرص كبيرة أمام الشركات المصرية للمنافسة عالميًا، خاصة مع تزايد الطلب على الحلول الرقمية المبتكرة.
واختتم المهندس محمد الحارثي حديثه برسالة دعم للشركات المصرية العاملة في هذا المجال، قائلًا: “أنا دائمًا سعيد بنجاح أي شركة مصرية، لأن ذلك يعكس قدرتنا على المنافسة عالميًا. نحن بحاجة إلى تعزيز بيئة الأعمال الرقمية، إضافة إلى تحفيز الشركات المحلية على التوسع والنمو.”










