مدريد تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المغرب
في خطوة دبلوماسية تعكس تطور العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، بزيارة رسمية إلى العاصمة الإسبانية مدريد، حيث أجرى محادثات موسعة مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو.
اللقاء جاء في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، والتي عرفت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة.
تعاون مغربي إسباني في ملفات إقليمية ودولية حساسة
المباحثات بين الجانبين شملت عددًا من القضايا ذات الأولوية، مثل الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي، وتطورات الأزمة الليبية، وملف الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين المغرب وإسبانيا، الذي يشهد نموًا متسارعًا.
كما ناقش الوزيران سبل تعزيز التنسيق الثنائي في مواجهة التحديات الأمنية، والتهديدات العابرة للحدود، بما في ذلك محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
هذا الحوار رفيع المستوى يعكس التزام الطرفين بالمضي قدمًا نحو تقوية أسس التعاون الاستراتيجي المغربي الإسباني، وتفعيل مضامين الإعلان المشترك الموقع في أبريل 2022، الذي وضع خارطة طريق واضحة لتطوير العلاقات بين البلدين.
دعم إسباني متجدد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
وفي نقطة بارزة من الزيارة، جدد وزير الخارجية الإسباني موقف بلاده الداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل سياسي واقعي لإنهاء النزاع حول الصحراء المغربية.
ووصف المبادرة المغربية بأنها “الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”، مؤكدًا أن موقف إسبانيا يتماشى مع دعمها لجهود الأمم المتحدة، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
هذا الموقف الإسباني يعزز من مكانة المغرب دوليًا، ويعكس مدى نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب الدعم الإقليمي والدولي لمقترحاتها الهادفة إلى إنهاء النزاع بطريقة سلمية وعادلة.
كما يؤكد على استقرار الشراكة المغربية الإسبانية، التي أصبحت نموذجًا في العلاقات بين دول الضفتين الشمالية والجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط.
رؤية مستقبلية للعلاقات المغربية الإسبانية
المراقبون يرون أن هذه الزيارة تفتح آفاقًا جديدة نحو تعزيز الاستثمارات الإسبانية في المغرب، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، واللوجستيك، إلى جانب التعليم والتكوين المهني.
كما يُتوقع أن تساهم هذه الدينامية الجديدة في دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتوسيع مجالات التعاون ليشمل الابتكار والتحول الرقمي.
هذا التطور في العلاقات بين البلدين يأتي في وقت حاسم تشهد فيه المنطقة تقلبات جيوسياسية كبيرة، مما يزيد من أهمية وجود شراكات قوية ومستقرة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.