ترأست مصر اليوم الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، التي تُعقد في القاهرة وتنظمها الأمانة الفنية للمجلس بجامعة الدول العرب
ية.
في بداية الاجتماع، تسلمت مصر رئاسة الدورة الحالية من دولة الإمارات العربية المتحدة. قام السيد طلال حميد عبد الله بالهول، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات، بتسليم الدكتور عمرو طلعت رئاسة أعمال الدورة (28) للمجلس.
مستقبل رقمى لمجلس الوزراء العرب
في مستهل كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت أن الدورة الحالية تعكس التزامًا راسخًا ببناء مستقبل رقمي عربي مشترك. وأوضح أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعد ركيزة أساسية لتعزيز الاتصال بين الشعوب العربية، توفير الوظائف للشباب، ودفع التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، مما يجعل هذا الحدث نقطة هامة في مسيرة العمل العربي المشترك. وفي السياق ذاته، لفت إلى التحول غير المسبوق في دور قطاع الاتصالات والتكنولوجيا على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين.
الميثاق العالمى الرقمى
أشار الدكتور عمرو طلعت إلى “الميثاق العالمي الرقمي” الذي تبنته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. وأوضح أن الميثاق يهدف إلى ترسيخ مبادئ العدالة والتنمية المستدامة والحوكمة في الفضاء التكنولوجي. وأضاف أن الدول العربية ساهمت في صياغته وشاركت في المشاورات لضمان توافقه مع تطلعاتها الرقمية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات. وفي هذا السياق، أعرب عن تطلعه لاستمرار الحراك العربي الفاعل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لضمان تنفيذ الميثاق بما يتماشى مع الرؤية والاستراتيجية العربية.
الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى
أشاد الدكتور عمرو طلعت بجهود فريق العمل العربي المعني بالذكاء الاصطناعي، التي أسفرت عن طرح “الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي”.
تهدف الرؤية إلى تحسين الأداء الحكومي والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات للمواطنين. كما أشار إلى أن الرؤية تهدف إلى تمكين الدول العربية من الريادة في الإبداع الرقمي والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما تسعى لرفع الوعي العام بأهمية هذه التكنولوجيا. وأضاف أنه من الضروري تشجيع البحث والتطوير في التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، لجذب الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية.
محاور الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب
واستعرض الدكتور/ عمرو طلعت خطة العمل للدورة الحالية، والتي تجسد جهودًا مأمولة لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات خلال العام القادم. وأشار إلى أن مصر تشارك في أعمال المجلس مع أشقائها في الدول العربية على كافة محاوره، من أجل تعزيز العمل المشترك في خمسة محاور بالغة الأهمية، وهي:
أولاً: تبني الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي ووضع إطار تنظيمي وسياج حوكمي يوازن بين حماية شعوبنا من مخاطر الذكاء الاصطناعي السيبرانية والأخلاقية، وفي نفس الوقت عدم الإفراط في وضع أطر تقيد الإبداع الرقمي. وهو ما يستلزم الانتهاء من صياغة الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
ثانيًا: دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تهيئة المناخ الداعم للشركات الناشئة ورواد الأعمال وتقدي
م حوافز مشجعة. كما يتضمن ذلك دعم البحث والتطوير البيني للمتخصصين في دولنا من خلال برامج مشتركة، إضافة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب وتطوير المهارات الرقمية لتضمن جاهزية الأجيال القادمة للمنافسة في سوق العمل الرقمي عربيًا وعالميًا.
<strong>ثالثًا: التعاون العربي لوضع معايير وسياسات موحدة لحماية البيانات تواكب المتغيرات العالمية، مما يضمن احترام الحقوق الرقمية للمواطنين بما في ذلك حقهم المطلق في إدارة
بياناتهم الشخصية والاطلاع على آليات تداولها. ويستلزم ذلك تطوير المنظومات الرقمية التي تسمح بالتشغيل البيني بين الدول العربية بأمان وفعالية، إضافة إلى تعزيز العمل العربي المشترك لتوطين البيانات في المنطقة كأحد أولويات قضايا السيادة الرقمية. كما يجب وضع استراتيجيات واضحة لتطوير بنية تحتية رقمية تحفز استثمار القطاع الخاص في مراكز بيانات وسحب حوسبية محلية.
<strong>رابعًا: استمرار التنسيق العربي وتوحيد المبادرات العربية المخطط إدراجها على خطة الاتحاد الدولي للاتصالات في مؤتمر التنمية الذي سيُقام خلال هذا العام في دولة أذربيجان.
خامسًا: حماية البنية التحتية الرقمية لدولنا بمنظومات دفاع سيبرانية صامدة ومتطورة، ووضع استراتيجيات إقليمية لحماية البيانات والتصدي للهجمات السيبرانية، إلى جانب تطوير آليات إقليمية للتعاون في بناء القدرات ورفع الوعي في مجال الأمن السيبراني بهدف ضمان بيئة رقمية آمنة ومستقرة.
طرح 20 ورقة عمل فى مجالى البريد والاتصالات
أشار الدكتور عمرو طلعت إلى المشاركة العربية الفاعلة على المنصات الدولية خلال العام الماضي، معبرًا عن تقديره لجهود الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بين الدورتين الحالية والسابقة.
من جانبه، أوضح السيد طلال حميد عبد الله بالهول، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات، أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الدورة الماضية للمكتب التنفيذي للمجلس. وأشار إلى مناقشة أكثر من 91 موضوعًا وطرح 20 ورقة عمل في مجالي البريد والاتصالات. وأوضح أن هذه الجهود أسهمت في تقليص الفجوة الرقمية العربية وتعزيز التطور في قطاعي الاتصالات والبريد، بما يتماشى مع الأهداف العالمية ورؤيتنا المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة
تنمية الكوادر البشرية للعمل التكنولوجيا
أشار السفير علي المالكي، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية، وتقليص الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، وكذلك إتمام التحول الرقمي وتنمية الكوادر البشرية. وأوضح أن العمل قد بدأ في تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية للمنطقة العربية، بالتعاون مع المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي. في هذا السياق، دعا إلى تبني الأجندة الرقمية العربية كأداة رئيسية لتعزيز التكامل العربي في مجال التحول الرقمي.
مبادرة التعاون الرقمى العربى
دعت الدكتورة هيام الياسري، وزيرة الاتصالات العراقية، المجلس إلى تبني عدة مقترحات لتعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
من أبرز هذه المقترحات، اعتماد مبادرة التعاون الرقمي العربي التي اقترحتها العراق، والموافقة على الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي. كما اقترحت تشكيل لجنة لوضع موقف عربي موحد يعالج التحديات التي تفرضها منصات التكنولوجيات العالمية، مع التأكيد على احترام الخصوصيات الأخلاقية والاجتماعية للمنطقة.
وأشارت الدكتورة الياسري إلى أهمية تقديم الدعم الفني لفلسطين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما دعت إلى تعزيز التنسيق العربي استعدادًا للمشاركة في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات. واقترحت عقد اتفاقيات ثنائية لتيسير تطبيقات التجارة الإلكترونية بين الدول العربية. وأخيرًا، اقترحت إصدار طابع بريدي مشترك بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية.
التعاون العربى فى مجالات الاتصالات والتحول الرقمى
أكد الدكتور محمد بن سعود التميمي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في المملكة العربية السعودية، أن هذه الدورة تأتي استكمالًا لدور الدول الأعضاء في تعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجيات العربية المشتركة.
وأشار إلى إطلاق “إعلان الرياض” خلال منتدى حوكمة الإنترنت 2024، الذي يركز على الذكاء الاصطناعي كحل مبتكر لإيجاد حلول رقمية. وفي هذا السياق، دعا الدول العربية للانضمام إلى “إعلان الرياض” كشركاء لتعزيز الابتكار وتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة البشرية.
الثورة الرقمية فى الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى
دعت السيدة هدى الوحيدي، مدير عام شؤون الاتصالات في فلسطين، إلى تعزيز التعاون العربي لإعادة بناء البنية التحتية لقطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين.
أكّدت ضرورة إدخال خدمات الجيل الرابع والخامس لمواكبة التطور التكنولوجي العالمي. كما شددت على أهمية تحسين الوصول إلى الخدمات البريدية الدولية وضمان حقوق فلسطين في هذا المجال. ودعت إلى اعتماد آلية فعالة لضمان تنفيذ قرارات المجلس في هذا الصدد.
أوضح المهندس سفيان الهميسي، وزير تكنولوجيات الاتصال في تونس، أن العالم يشهد تحولات تكنولوجية غير مسبوقة.
أشار إلى أن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة بسبب الثورة الرقمية والانتقال نحو الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. مع ذلك، شدد على أن هذه التحولات توفر فرصًا لتعزيز التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي. وأكد على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لبناء بنية تحتية رقمية آمنة، وتبادل الخبرات بين الدول العربية لمواجهة هذه التحديات بفعالية.
التسارع التكنولوجى العالمى
أوضح المهندس عبد الباسط سالم الباعور، رئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية في ليبيا، أن الاجتماع يعكس حرص الدول العربية على تعزيز التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخدمة مصالح شعوبها.
وأشار إلى أن التعاون العربي أصبح ضرورة استراتيجية، خاصة مع التسارع التكنولوجي العالمي. وأضاف أن هذا يتطلب تعزيز البنية التحتية الرقمية، تأمين البيانات، وحماية الخصوصية. كما أكد على أهمية تنمية الكفاءات البشرية لمواجهة تحديات التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والسيادة الرقمية.
تحقيق مجتمع عربى رقمى
أشار المهندس عادل حسن الحسين، وزير الاتصالات والتحول الرقمي في السودان، إلى أن الاجتماع يهدف لاستكمال مسيرة العمل العربي المشترك.
ويأتي ذلك في إطار توحيد الجهود لتحقيق مجتمع عربي رقمي يركز على المواطن ويعتمد على أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية في مجالات مثل النفاذ إلى الاتصالات، البنية التحتية، والخدمات الرقمية. وأكد على ضرورة الابتكار المستند إلى البيانات وتوفير فرص العمل المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، شدد على أهمية تحسين البنية المعلوماتية الرقمية لتعزيز الاقتصاد الرقمي.
من جهته، أشاد المهندس بسام السرحان، رئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن، بخطة العمل التي طرحها الدكتور عمرو طلعت.
وقال إنها تتوافق مع تطلعات المستقبل. كما دعا الدول العربية للمشاركة في المنتدى العربي العالمي للتحول الرقمي والتنمية الشهر المقبل. أعرب عن تطلعه لاعتماد عمان عاصمة رقمية لعام 2025.
توصيات مجلس الوزراء العرب :
- تم إطلاق الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز الاقتصاد العربي. تسعى الاستراتيجية إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ضمن إطار أخلاقي. تشمل محاورها عدة جوانب، مثل: وضع إطار لحوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز استخدامه في القطاعات ذات الأولوية. كما تركز على بناء القدرات البشرية وتنمية الوعي العام، بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال في هذا المجال. كما تعزز الاستراتيجية التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية الرائدة في الذكاء الاصطناعي.
- استمرار الدعم الفعال والمستمر للشعب الفلسطينى فى مختلف عناصر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
- تم تنسيق المواقف في مختلف القضايا المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مثل الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والخدمات البريدية، وغيرها من العناصر الفاعلة والمهمة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
- تم الاتفاق على مواقف موحدة إزاء الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن الأمم المتحدة، والذي تم الموافقة عليه من قبل الدول في قمة المستقبل في سبتمبر الماضي.
- الموافقة على مبادرة التعاون الرقمى العربى التى اقترحتها دولة العراق.
- الاتفاق على العمل العربى فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى العام الحالى ارتكازا على 5 محاور أساسية. وتتمثل فى:
-
-
-
-
- ميثاق الذكاء الاصطناعى المسئول.
- تحفيز الابتكار وريادة الأعمال والأداء الفكرى الخلاق.
- إطار حوكمى موحد لحماية البيانات والعمل على توطينها داخل الوطن العربي.
- التعاون الكامل فى قضايا الأمن السيبرانى وبناء سدود سيبرانية منيعة لقواعد البيانات فى دولنا العربية.
- تطوير البنية التحتية الرقمية وتضييق الفجوة الرقمية فى مجتمعاتنا العربية.
-
-
-
انتخاب مصر رئيسا للمكتب التنفيذى للعامين المقبلين
- تم الاتفاق على تشكيل المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للعامين المقبلين، بعضوية الإمارات العرب
- ية المتحدة، البحرين، تونس، الجزائر، جيبوتي، العراق، السعودية، ومصر.
- كما تم الاتفاق بالإجماع على انتخاب مصر رئيسًا للمكتب التنفيذي للعامين المقبلين، والإمارات العربية المتحدة نائبًا للرئيس.
- بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن اختيار عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، كعاصمة عربية رقمية لعام 2025.